الصحة

الذكاء الاصطناعي.. سلاح ذو حدين أمام تحديات الصحة النفسية

2025-04-04

مُؤَلِّف: شيخة

يبدو أن الذكاء الاصطناعي يقدم وعودًا مبهرة في مجال الصحة النفسية. فالتطبيقات الموجودة في جيبك، والتي تلعب دور المعالج النفسي، أصبحت متاحة للجميع في أي وقت، دون الحاجة لمواعيد طويلة أو تكاليف باهظة. يشهد العلاج النفسي بواسطة الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا، خاصة بين بعض الفئات الباحثة عن الدعم النفسي السريع.

ومع ذلك، يحذر الباحث نايجل ماليغان من جامعة دبلن سيتي من أن هذه الوسائل، على الرغم من سهولتها، قد تؤدي إلى تفاقم عزلة الأشخاص الضعفاء بدلاً من تخفيف معاناتهم. ويشير الباحثون إلى أن هذه الأنظمة قد تكون مفيدة في بعض الحالات الخفيفة كأداة مساعدة، ولكنها ليست بديلة للتعامل مع أزمات نفسية خطيرة.

التقنيات المستخدمة في العلاج النفسي التقليدي تعتمد على الحوارات العميقة لفهم المشاعر والصراعات الداخلية. أما الذكاء الاصطناعي، مثل برامج "تشات بوت"، فيستخدم حواراً ظاهرياً دون أن يمتلك القدرة الحقيقية على التعاطف أو الفهم الإنساني.

هناك أيضًا مخاوف من تقليل جودة النصائح المقدمة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث لا تخضع هذه التطبيقات لضوابط مهنية أو مسائل قانونية. هذا الأمر يثير القلق حول مدى إمكانية تضرر المعلومات الشخصية الحساسة، والتي قد تستغل أو تُسرق.

علاوة على ذلك، يعتبر الاعتماد المفرط على "المعالج الذكي" خطراً، حيث قد يتجنب بعض الأفراد التوجه إلى معالج بشري، مما يؤدي إلى تفاقم شعور الوحدة والعزلة بدلًا من إيجاد الدعم الحقيقي.

تسلط الأبحاث الضوء على الجانب الإنساني والثقافي في العلاج، حيث يكون التواصل الإنساني العميق هو العامل الأهم في الصحة النفسية الجيدة. فالأزمات النفسية المعقدة تتطلب تدخلاً إنسانياً حقيقياً، بينما الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم كأداة مساعدة لتحسين الوصول إلى الدعم النفسي، لكنه لا ينبغي أن يكون بديلاً للعلاج الإنساني الفعال. لذلك، من المهم توخي الحذر والحفاظ على التوازن بين استخدام التكنولوجيا والتواصل الإنساني. هي خطوة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة النفسية، ولكن يجب أن نكون على وعي بتحدياته ومحدداته.