
«الأعراس الجماعية».. بديل «البذخ والديون» وتعزيز للتقاليد الأصيلة
2025-04-04
مُؤَلِّف: عائشة
تسهم الأعراس الجماعية في الإمارات بشكل كبير في تعزيز قيم التعاون والتآلف، والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة. كما أنها تلعب دورًا هامًا في تحقيق الاستقرار الأسري، وتخفيف أعباء الزواج، حيث نجحت في مواجهة عادات الإسراف والمغالاة في تكاليف الزواج. وقد شجع الشباب على الزواج في سن مبكرة، بعيدًا عن مشكلات الاستدانة والدخول في أعباء مالية كبيرة.
وذكرت وزارة تمكين المجتمع أن «العرس الجماعي» يعد نموذجًا اجتماعيًا مستدامًا من الممارسات الإماراتية في تنظيم حفلات الزفاف الجماعية، التي تتماشى مع قيم ومبادئ المجتمع الأصيلة، وتعكس التضامن والتكافل الاجتماعي لبناء أسر متماسكة ومستدامة، مشيرة إلى دور الأعراس الجماعية المهم والجوهري في تعزيز التلاحم المجتمعي.
وتم التأكيد على ضرورة ترسيخ ثقافة الأعراس الجماعية كظاهرة مجتمعية يتساوى فيها الشباب والشابات، داعية إلى إمكانية استغلال النفقات التي يتم صرفها على الحفلات في أمور أخرى تساهم في تكوين أسر مستقرة وقادرة على العطاء.
وأشار مختصون أسريون واجتماعيون: محمد جمعة، وحمد البلوشي، وليلى ناصر، ومهرة عبد الله، إلى أن «الأعراس الجماعية» في الإمارات تُعد واحدة من أهم المبادرات الاجتماعية التي تصب في مصلحة أبناء الوطن، وتساعدهم على بناء أسر جديدة تنعم بالاستقرار والترابط، حيث تساهم في مساعدة الشباب على التقليل من التكاليف المصاحبة لممارسات الزفاف التي تبتلع مبالغ خيالية يمكن توجهها لبناء وتأمين حياة أسرية مستقرة، خصوصًا أن الشباب في مقتبل حياتهم لا يمتلكون الإمكانات الكافية لإقامة العرس، مما يدفعهم للاستدانة والاقتراض من البنوك.
وبيّنوا خمسة فوائد لنشر ثقافة الأعراس الجماعية، تشمل مساعدة الشباب على الزواج، وتقليل العقبات المادية التي تعترض طريقهم، وترسيخ ثقافة الزواج بتكاليف معتدلة دون إفراط، وترشيد نفقات الأسر، والحد من المظاهر السلبية لاسيما التفاخر في الإنفاق، وتشجيع الشباب على الزواج وتكوين أسر مستقرة، وتوعيتهم وغرس المفاهيم التربوية والوطنية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم.
وأيضًا تمت الإشارة إلى أن التباهي يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تعيق التوسع في تنظيم الأعراس الجماعية، الأمر الذي يرهق ميزانية الأسر ويدفع الكثيرين للاستدانة نتيجة ما يظنونه أنه مظاهر يجب الالتزام بها في محيطهم الاجتماعي، مؤكدين على أهمية تشجيع الشباب وتوعيتهم بإيجابيات الأعراس الجماعية، من خلال وسائل الإعلام مع تفعيل ثقافة ترشيد الإنفاق لديهم.
ودعوا كل أولياء الأمور إلى أن يجعلوا من الزواج طريقًا سهلاً بعيدًا عن التكاليف المادية التي قد يكون البعض غير قادر على توفيرها بسبب ظروفه، ولكي لا يكون هناك عزوف عن الزواج لأسباب مثل غلاء المهور، حتى لا تزيد نسبة العنوسة. أما بالنسبة للأعراس الجماعية، فلها أثر إيجابي في المجتمع، حيث تجسد التكافل والتعاون بين الناس.
حول مدى قبول فكرة المشاركة في الأعراس الجماعية، أبدى شباب لـ«الإمارات اليوم» تخوفهم من آراء المجتمع المحيط بهم، فيما أيد آخرون الفكرة بشدة، وأكدوا أنها تتواكب مع التحديات وتخفف الأعباء المالية الكبيرة التي يتحملها الشباب في مقتبل حياتهم.
كما أكدوا أنها تقي من الديون وما يترتب عليها من خلافات بين الأزواج، وكثير منها يصل إلى الطلاق، لافتين إلى أن الحل قد يكمن في التوعية المجتمعية.