العالم

نداء اليمين المتطرف لـ«إنقاذ الديمقراطية» في فرنسا لم يلقَ دعماً واسعاً

2025-04-09

مُؤَلِّف: أحمد

يبدو مستقبل ماريان لوبان السياسي غامضاً في الوقت الحالي، لكن تجمع يوم الأحد الماضي لدعمها نظم تحت سماء ربيعية صافية في حي راقٍ وسط باريس، حيث قاربت درجات الحرارة 20 درجة مئوية. وعلى الرغم من الطقس المثالي، لم يحضر الكثير من المؤيدين.

دُعي أنصار السياسة اليمينية المتطرفة للتجمع في العاصمة الفرنسية، بعد إدانة لوبان باختلاس أموال من البرلمان الأوروبي، والحكم عليها بمنعها من الترشح لمدة خمس سنوات، وهو قرار وجّه ضربة قوية لفرصتها في الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي مقرر إجراؤها عام 2027. كما أدين حزبها (التجمع الوطني) بـ22 متهماً آخر في القضية.

خلال خطاب حافل أمام مناصريها، زعمت لوبان مجدداً أن الحكم له دوافع سياسية، وأن نضالها من أجل "الحقيقة والعدالة" سيستمر، ووصفَت لوبان وحدة مكافحة الاحتيال التابعة للاتحاد الأوروبي بأنها "جهاز شمولي"، وحملت رئيس البرلمان السابق، مارتن شولتس، المسؤولية.

وقالت الزعيمة السياسية الفرنسية: "الغرض الوحيد للنظام هو البقاء في مكانه مهما كلف الأمر".

وللحصول على دعم من سياسيين آخرين من اليمين المتطرف في أوروبا، قالت لوبان إنه "في جميع الدول الأوروبية يحكم القادة الوطنيون"، مشيرة إلى حليفها الإيطالي ماتيو سالفيني.

وأضفت أنها "تتعرض لمواقف غير مريحة في الترشح"، في إشارة إلى الروماني المتطرف كالين جورجياسكو.

وكان من المتوقع أن يحضر ما بين 5000 إلى 8000 شخص في الفعالية التي حملت عنواناً رزيناً: "أنقذوا الديمقراطية"، مع أسطول من 20 حافلة وتسع حافلات صغيرة لجلب المزيد من المؤيدين.

وخلال خطابه، ادعى رئيس التجمع الوطني، جوردان بارديلا، أن 10 آلاف شخص كانوا حاضرين، ومع ذلك لم تمتلك ساحة فوبان، الواقعة مباشرة أمام القبة الذهبية لمبنى ليزانفاليد، العدد الحقيقي للحضور.

تعتبر مثل هذه التجمعات العامة نادرة لدى اليمين المتطرف الفرنسي خارج الدورات الانتخابية.

صرّح نائب رئيس التجمع الوطني، سيباستيان تشينو، يوم السبت، بأن فعالية باريس "ليست احتجاجاً على القضاء".

لكن بالمقارنة مع المتحدث باسم الحزب والبرلماني لوران جاكوبيل، فإن تنظيم الفعالية جاء مدفوعاً بـ"طلب قوي من الناس للتعبير عن شكوهم بشأن الحكم" في قضية لوبان.

وقال جاكوبيل لصحيفة "بوليتيكو" قبيل انطلاق التظاهرة: "هذا دعم لمارين لوبان وللديمقراطية، لأن الكثيرين اعتبروا هذا القرار أمراً مقلقاً".

في سياق متصل، نفت لوبان الاتهام بأن حزبها يستهدف النظام القضائي الفرنسي. قالت: "حان الوقت للتوقف عن لومنا على انتقاد قرار قانوني. إنه ليس قراراً قانونياً، إنه قرار سياسي".

كما تعد شخصية لوبان اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة مصدراً إلهام غير متوقع في الزعيم الأمريكي مارتن لوثر كينغ، مقارنة مع معركتها من أجل "حقوق الإنسان".

بتاريخ الأحد، كان رئيس الوزراء السابق غابرييل آتال، الذي يقود الآن حزب النهضة المؤيد للرئيس إيمانويل ماكرون، اجتماعاً خارج حدود مدينة باريس مباشرة.

وكان الحدث مُجدولاً بالفعل قبل صدور حكم الإدانة على لوبان، لكنه اكتسب معنى جديداً بعد الإعلان عن أن التجمع الوطني سيعقد تجمعه في الوقت نفسه. وخلال هذا الحدث، اتهم آتال لوبان بمهاجمة القضاة والمؤسسات الفرنسية.

نظمت منصتين سياسيتين يساريتين رئيستين في فرنسا - حزب الخضر الفرنسي وحركة "فرنسا الأبية" التي يتزعمها جان لوك ميلانشون - احتجاجاً مضاداً في ساحة الجمهورية في باريس "للدفاع عن سيادة القانون". ويبدو أن الاحتجاج اليساري استقطب أكبر عدد من الحضور.

وبدت لوبان وحلفاؤها عازمون على تطوير حكم الإدانة بأنه معاد للديمقراطية، مشيرين إلى أدائها القوي في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية. ويبدو أن قرار المحكمة لم يضعف قوتها الانتخابية في الوقت الحالي، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "إيلاب" بعد صدور الحكم حصول لوبان على نسبة 32% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2027، متقدمة بفارق كبير على منافسيها، لكن حجمها بشأن الديمقراطية لم تكتسب القدر نفسه من الجاذبية، فقد وجد مركز استطلاعات الرأي نفسه أن 68% من المستجيبين اعتبروا أنه من "الطبيعي" أن تدخل أحكام عدم الأهلية حيز التنفيذ الفوري، في حين وجد استطلاع آخر أجرته مؤسسة "أودوكسا" أن 54% يعتقدون أن الحكم أثبت أن "الديمقراطية الفرنسية تعمل بشكل جيد لأن هناك فصلاً بين السلطات".