تظهر الأبحاث الحديثة أن الرجال، بشكل عام، يزدادون طولاً بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. أثبتت دراسة جديدة أجريت مؤخراً أن الطول لدى الرجال بات يزداد بمعدل أسرع مرتين من النساء. على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن الطول يمكن أن يؤثر إيجابياً على الجاذبية الشخصية، إلا أن لهذه الزيادة طويلة الأمد تأثيرات صحية أخرى.

الدراسة، التي قادها لويس هالسي، أستاذ في جامعة روهامبتون، تناولت بيانات من عشرات الدول، وأشارت إلى أن تحسن الظروف المعيشية على مدى الأعوام الماضية ساهم بشكل كبير في هذه الظاهرة. وأوضحت البيانات أن الرجال في الدول التي شهدت تحسناً اقتصادياً يعانون من نسبة أعلى من بعض الأمراض، مثل السرطان خاصة في حال تزايد الطول.

التعاليم الجديدة تشير أيضاً إلى أن الأشخاص طويل القامة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة نظراً للتركيبة البيولوجية لأجسامهم. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي الطول الكبير لديهم خلايا أكبر وأعداد أكثر، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للإصابة بالأمراض الوراثية وتلك المتعلقة بالأورام.

من ناحية أخرى، تشير الأبحاث أيضاً إلى أنه على الرغم من الزيادة في الطول المرتبطة ببعض المخاطر على الصحة، إلا أن الأشخاص طويل القامة بشكل عام قد يتمتعون بمستويات فردية أفضل من الصحة العامة، مثل معدل ضغط الدم والكوليسترول Less.

برزت نقاط إيجابية عديدة لطول القامة؛ فأحد الأبحاث تفيد بأن الأشخاص الأرفع قد يكون لديهم نظام مناعة أقوى ويستطيعون مواجهة الأمراض بشكل أفضل. ومع ذلك، ينصح الأطباء بضرورة الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة، لتحقيق توازن جيد في الصحة العامة.

وفي الختام، فإن الطول ناتج عن عوامل عديدة، بما في ذلك الوراثة والبيئة. ومع تزايد وعي الناس بأهمية الصحة العامة، أصبح من الضروري الاستمرار في البحث حول كيفية تأثير التغيرات الجسدية على الصحة الجسدية والنفسية للشخص.