
توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم قطاع الفضاء
2025-04-04
مُؤَلِّف: محمد
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها المتقدمة للاستثمار في مجال تقنيات الفضاء والأقمار الاصطناعية، من خلال مبادرات ومشاريع استراتيجية، انطلاقًا من رؤيتها الراسخة تجاه أهمية مثل هذه المشاريع. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في إشارته إلى أن دولة الإمارات أسست لنفسها، وخلال فترة وجيزة، مكانة عالمية بارزة في مجال علوم وتقنيات الفضاء، برؤية طموحة هدفها ترسيخ هذه المكانة بين مصاف الدول.
منذ إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030" في عام 2019، حققت الإمارات عددًا من الإنجازات المتميزة في هذا المجال، كان من أحدثها إطلاق شركة "سبيس 42" عام 2024 في اندماج استراتيجي بين شركتي "الياهو سات" و"بيانات"، للعمل على توظيف التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي في تقديم حلول مبتكرة تمكن الإمارات من الاستحواذ على حصة أكبر من الفرص التجارية الإقليمية والعالمية في سوق الاتصالات الفضائية وتقنيات البيانات الجيومكانية.
ويستعد حاليا شركة "سبيس 42" لاستقبال بيانات قمر الاتصالات "الثريا 4"، الذي من المرتقب أن يوفر قدرات فائقة تتيح توسيع نطاق تغطية الاتصالات الجوية، لتشمل أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، ما يمكن العملاء من الاستفادة من الجيل الجديد لحلول الاتصالات الفضائية المتنقلة.
ويُعد القمر الاصطناعي "الثريا 4" مجموعة من أحدث أنظمة الجيل الجديد للاتصالات المتنقلة، تشمل 15 منتجًا جديدًا عند تشغيله الكامل، كما يتميز هوائياً متطور بطول 12 مترًا، ومعالجات متقدمة تتيح له مرونة لا مثيل لها في التوجيه، مع توزيع ديناميكي للطاقة عبر حزم ترددات متعددة.
ويُعَد "الثريا 4" جزءًا من برنامج تحولي لبناء نظام جديد وشامل للاتصالات، يشمل ترقية تقنيات متعددة، وتوفير مجموعة واسعة من سرعات البيانات أعلى من 1 ميغابت في الثانية، عالية الجودة والأمان، ومن المقرر أن يعمل على تحويل أنظمة الراديو إلى أنظمة أقمار اصطناعية، ونقل البيانات إلى أنظمة مختلفة، سواء كانت سفنًا أو طائرات أو سيارات أو آليات لتوفير خدمات "الإنترنت" والبيانات المختلفة للمستخدمين، من خلال عدد من الأنظمة المتطورة تشمل أنظمة "بحرية" و"إنترنت الأشياء" و"حلول البيانات"، ضمن أعلى السرعات المتاحة في الأسواق، كما يساهم القمر الاصطناعي "الثريا 4" في تزويد العملاء بحلول اتصالات فضائية متقدمة وآمنة، تتضمن تحسينًا وتطويرًا شاملًا للمنصات الأرضية والفضائية كافة، ما يتيح مجموعة جديدة من الخدمات والمنتجات.
الجدير بالذكر، أن شركة "سبيس 42" التي تعمل على الدمج بين الاتصالات الفضائية والتحليلات الجيوبكانية والذكاء الاصطناعي، تغطي أكثر من 150 دولة، وتصل إلى ما يزيد على 80% من سكان العالم، مما يجعلها أكثر استعدادًا لإحداث ثورة في مجال تكنولوجيا الفضاء من خلال حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقدم خدماتها إدارة الأزمات والاستجابة، والتنقل الذكي، والمراقبة البحرية، ومراقبة الحدود، والاتصالات الآمنة، وعمليات التنسيق بين المركبات المهولة، وتعمل "سبيس 42" على استخدام تقنيات التعلم العميق لتحليل البيانات التجريبية من محطات الفضاء والمركبات الفضائية.
ولا ينفصل مشروع "الثريا 4" وغيره من المشاريع التطبيقية المتعددة في مجال التقنيات الفضائية عن جهود حكومة دولة الإمارات لتحفيز المجال البحثي في مجال علوم الفضاء، ويضطلع مركز محمد بن راشد للفضاء بدور ريادي في هذا المجال، إذ تبوء خلال مسيرته الممتدة نحو 19 عامًا مكانة رفيعة في قطاع الفضاء، وتحول إلى نموذج عالمي للاعبين، ومثالًا يحتذى به في المنطقة، من خلال العديد من الإنجازات النوعية. تُواصل دولة الإمارات من خلال جهود بحثية، ومشاريع نوعية ومتقدمة، سعيها نحو الريادة والسبق في المجالات الفضائية المختلفة، وتُعد الخدمات المتطورة التي من المرتقب أن يقدمها القمر الاصطناعي "الثريا 4" مثالا عمليا على الريادة التي تحققها الدولة في مجال تقنيات الفضاء المتطورة، التي تدمج الذكاء الاصطناعي مع علوم الفضاء.