تفضل وكالات الفضاء العالمية اختيار مواقع قريبة من خط الاستواء لإطلاق الصواريخ، وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من سرعة دوران الأرض حول محورها. وهذا يعني أن الصواريخ تُطلق باتجاه الشرق، وهو نفس اتجاه دوران الأرض، مما يحصل تلقائيًا على دفعة إضافية تساعد في الوصول إلى السرعة المدارية المطلوبة.

تصل سرعة دوران الأرض عند خط الاستواء إلى نحواً 1670 كيلومترًا في الساعة، وهي السرعة الأعلى على سطح الكوكب. وكلما ابتعدنا عن هذا الخط باتجاه القطبين، تقل هذه السرعة تدريجيًا، مما يعني فقدان هذه الميزة الطبيعية التي تُسهل على الصاروخ عملية الصعود إلى المدار.

الاستفادة من سرعة دوران الأرض تُترجم إلى تقليل كمية الوقود اللازمة، وتسرع عملية الوصول إلى الفضاء، وبالتالي خفض التكاليف الإجمالية للإطلاق. ولهذا السبب، تُعد مراكز مثل "كوروا" في غويانا الفرنسية، وموقع "سريهاريكوتا" في الهند من أبرز أماكن الإطلاق الفضائي في العالم.

تعزز هذه الاختيارات الهندسية أيضًا قدرة الصواريخ على الوصول إلى المدارات المنخفضة دون الحاجة لطاقة إضافية كبيرة، مما يُسرع من زمن رحلات الفضاء ويؤدي إلى تحقيق نجاحات أكبر في المهام المدارية. لكن الانتقال نحو التوسع في استخدام هذه التكتيكات يفتح المجال أيضًا لتكنولوجيا متقدمة قد تُسهل عمليات الإطلاق بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة.