
إعلانات ترويجية لـ «تطويل القامة» تستهدف ضحايا التنمر
2025-04-05
مُؤَلِّف: محمد
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، إعلانات تروج لجراحة تطويل القامة، التي تُجرى في الأصل لعلاج التشوهات الخلقية والفروق في طول الساقين، مقدمة نفسها كحل للأشخاص الذين يعانون عدم الرضا عن أنفسهم، بسبب قصر قامتم.
ورصدت التقارير الإعلانية المطروحة على المنصات الخاصة بالتواصل الاجتماعي، تروّج لهذه العمليات من خارج الدولة، مؤكدة أنها تمثل "حلاً سريعاً وسهلاً" لمشكلة قصر القامة.
في إحدى الفيديوهات المروجة يظهر شاب يكتسب طولاً مباغتاً، وكأن التغيير لم يستغرق أكثر من لحظة. تتضمن هذه الإعلانات عروضاً شملت كلفة العملية وخدمات إقامة VIP وجولات سياحية مجانية.
وفيما يكشف الترويج لهذا النوع من العمليات أنها تحولت من ضرورة طبية إلى حل تجميلي، للتخلص من التعليقات الساخره والتنمر، حذر أطباء من إجراء تلك العمليات لأغراض تجميلية، لارتباطها بمخاطر صحية كبيرة، مثل إصابات الأعصاب والشرائين.
كما حذروا من الانجرار وراء الإعلانات التي تروج لمراكز من خارج الدولة، تقدم عروضاً بأسعار رخيصة، لافتين إلى أنها تركز على الجانب التجاري فقط، ولا تهتم بالمتابعة الصحية بعد العملية.
وأكد المتخصصون أن نجاح العملية يعتمد بنسبة 30% على الإجراء الجراحي، و70% على الرعاية بعد الجراحة، بالإضافة إلى طول فترة التعافي، لافتين إلى تأثيرها على القدرة على الحركة والمشي.
واتضح أن إقبال الشباب على هذا النوع من العمليات مرتبط بالتعرض لتعليقات سلبية أو ساخره أو تنمر في مرحلة مبكرة من حياتهم، ما يدفعهم إليها كوسيلة لتعزيز الثقة بالنفس، وتحقيق النجاح الشخصي والمهني.
وتم التأكيد على أن هذه العمليات تخضع لأحكام شرعية، حيث يقول الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: "عمليات تطويل القامة تدخل في أحكام العمليات التجميلية التي فيها تفصيل فقهي، وهو إن كان لضرر أصاب المرء من حادث أو كان بسبب تشوه خلقي... فهذا يعد من التداوي الجائز شرعاً أو المندوب".
كما أضاف: "أما إذا كان المرء في الوضع الطبيعي إلا أنه قصير، فهذا غير جائز، لأنه من تغيير خلق الله تعالى، الذي نهيت عنه الشريعة الإسلامية".
جمعت العديد من المراكز المتخصصة في الدول العربية بعض المعلومات، حيث تشير تقديرات تكلفة العملية إلى تفاوتها بين 23 إلى 46 ألف دولار، تشمل خدمات مثل الفحوصات والتنقلات والإقامة، فيما عرضت مراكز أخرى في دولة عربية أسعاراً تصل إلى 300 ألف درهم.
في تفاصيل، قال مركز موجود خارج الدولة، إن هناك نوعين من عمليات التطويل، الأول "طريقة اللون" وتبلغ تكلفتها 23 ألف دولار، والتي يتم فيها استخدام مسامير داخلية ومثبتات خارجية لتحقيق زيادة في الطول بالأطراف السفلية، والثاني "طريقة البرايسيس" باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، وتبلغ تكلفة العملية 46 ألف دولار، حيث يتم استخدام مسامير مغناطيسية داخل العظم لتحقيق زيادة في الطول تراوح بين 14 إلى 18 سم. كما يجب أن يتم التعافي في فترة تتراوح بين 9 إلى 12 شهراً بمتابعة دقيقة لكل مرحلة.
يجب على المرشحين لهذه العمليات التفكير جيداً، حيث يُمكن أن تكون هناك عواقب سلبية، بل ويجب على المرشحين لهذه العمليات الخضوع لتقييم نفسي شامل قبل إجرائها، للتأكد من فهمهم لواقعية النتائج التي يمكن أن تحققها الجراحة.