في تحول مفاجئ، قامت منظمة التجارة العالمية بتخفيض توقعاتها لنمو التجارة العالمية بشكل ملحوظ، مبتعدة عن التنبؤات السابقة التي كانت تشير إلى نمو قوي. وأكدت المنظمة أن التداعيات السلبية لتصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية والأزمات الاقتصادية العالمية قد تؤدي إلى أعمق ركود منذ بداية جائحة كوفيد-19.

توقعات جديدة تشير إلى انكماش التجارة العالمية بنسبة 0.2% في العام الحالي، بانخفاض كبير مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى نمو قدره 3%. وعزت المنظمة هذا الانخفاض إلى إجراءات وتقلبات شهدها الأسبوع الحالي.

في حديثها للصحفيين في جنيف، أكدت المديرة العامة للمنظمة، نغوزي أوكونجو إيوالا، أن الوضع الحالي في التجارة العالمية يمثل مصدر قلق كبير، حيث قالت: 'التغيرات السلبية في التجارة العالمية قد تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي وعلى تقدم الدول النامية.'

شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين توتراً متزايداً، حيث فرضت الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، رسومًا جديدة على الواردات من الصلب والسيارات. الوضع التجاري المتدهور قد يعني أن التجارة بين البلدين ستنخفض بنسبة تصل إلى 81%، وإذا أُعلن عن استثناءات أخيرة، فقد تصل النسبة إلى 91%.

لكن المخاوف لا تقتصر على الولايات المتحدة والصين فقط، بل تمتد إلى عواقب هذا الركود على الأسواق المالية والقطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث توقعت المنظمة أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% إذا استمر هذا الاتجاه.

يبدو أن الأوضاع الجيوسياسية والتجارية تمثل تحديًا كبيرًا، وقد تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، كما تؤكد المعلومات من هيكتور توريز، المدير التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي، الذي وصف الوضع الراهن بأنه متدهور وقابل للتأزم.