تشير الأبحاث الجديدة التي أجرتها جامعة هولندية إلى أن الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية والسكري والحالات الالتهابية المزمنة، قد شهدت ارتفاعاً متسارعاً في مختلف أنحاء القارة الإفريقية. هذا الوضع يمثل تحدياً متزايداً للأنظمة الصحية في هذه المناطق.

تشير الدراسة إلى أن المشاركين الذين تحولوا من تناول نظام غذائي إفريقي تقليدي إلى نظام غذائي غربي لمدة أسبوعين، قد لاحظوا تغييرات سلبية في صحة جسمهم. بينما الذين استمروا في تناول النظام الغذائي الإفريقي، كانت زيادة في المؤشرات الإيجابية للصحة، مما يدل على أهمية هذه الأنظمة الغذائية التراثية.

استغرقت الدراسة مدة ستة أسابيع، حيث تم تقييم مجموعة من المشاركين بواسطة قياس مستويات الالتهاب في دمائهم قبل وبعد التحول إلى الأنظمة الغذائية المختلفة. أظهرت النتائج أن النظام الغذائي الغربي كان مصدراً لزيادة الالتهاب، بينما عندما عاد المشاركون إلى النظام الإفريقي التقليدي، انخفضت تلك المؤشرات بشكل ملحوظ.

تؤكد نتائج هذا البحث على أهمية الحفاظ على الأنماط الغذائية التقليدية، حيث تعكس الأطعمة الإفريقية غنىً بالتنوع الغذائي، من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وكافة العناصر الغذائية الضرورية. هذه الأطعمة قادرة على تعزيز المناعة وتخفيف حدة العديد من الأمراض التي تنشأ بسبب الأنظمة الغذائية السيئة.

كما أشار الباحثون إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للأطعمة الإفريقية التقليدية خلال أوقات التغيرات السريعة في أنماط الحياة. فعندما يتحول الناس إلى الوجبات السريعة والمصنعة، تبدأ أمراض نمط الحياة في الازدياد. ولذلك، فإن العودة إلى نظام غذائي قائم على الأطعمة الطبيعية تقليديًا يمكن أن يحسن من الصحة العامة.

في النهاية، يظهر أن الأطعمة التقليدية ليست مجرد خيارات غذائية، بل هي أساس للعيش الصحي وطريقة فعالة للحفاظ على صحة الجسم ضد الأمراض. لذا، من المهم أن نعيد التفكير في خياراتنا الغذائية ونحرص على تضمين الأطعمة الإفريقية التقليدية في نظامنا الغذائي.