التكنولوجيا

"تكاليف باهظة وخيبة أمل".. لماذا ينزح ماسك من السياسة وماذا سيفعل؟

2025-05-24

مُؤَلِّف: عبدالله

بعد عام كامل من الغوص في غمار السياسة الأمريكية، أعلن إيلون ماسك، رجل الأعمال وقطب التكنولوجيا، نيته التراجع عن الإنفاق السياسي المكثف والعودة إلى تركيز أكبر على قيادة شركتيه الرائدتين، تسلا وسبايس إكس.

هذا القرار المفاجئ جاء بعد فترة من الجدل العام وردود الفعل العنيفة، وهو يعكس تحولًا جذريًا في أولويات الملياردير الذي سعى لخلق "موجة حمراء" في المشهد السياسي الأمريكي. فقد وصل إنفاقه على الحملات الانتخابية إلى ما لا يقل عن 288 مليون دولار في انتخابات 2024.

عانت التجربة السياسية المكثفة لإيلون ماسك من خيبة أمل واضحة، حيث ارتفعت التكاليف الشخصية وصعوبات تحقيق النتائج المرجوة. وكشفت مصادر مقربة من ماسك أنه كان يشعر بضغط متزايد على سلامته الشخصية وسلامة أسرته، مما دفعه لاتخاذ هذا القرار.

تجربة ماسك السياسية الكبيرة كانت ملحوظة، حيث أطلق عليه البعض لقب "سوروس اليمين"، في إشارة إلى الملياردير الليبرالي جورج سوروس، حيث كانت لجنتة العمل السياسي نشطة للغاية في جهود "إخراج الناخبين"، ومع تراجعه، تشير مصادر من اللجان إلى أن هذا القرار يغلق الحنفية المالية التي دعمت العديد من المبادرات الجمهورية.

وعود ماسك الجديدة تؤكد أن مستقبل تسلا يكمن "بشكل ساحق في القيادة الذاتية". هذا العام، ستطلق تسلا سيارتها ذاتية القيادة بالكامل في يونيو بأوستين، كخطوة طويلة انتظرها الكثيرون.

كما يركز ماسك الآن على سيارة "سيبر ك truck"، وهي مركبة كشف عنها العام الماضي بتصميم مبتكر، ومن المتوقع أن تطلق أسعارها في السنوات القليلة القادمة. وبالرغم من تركيزه، تبقى تسلا تحت المجهر، حيث أرسلت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية خطاب استفسار لفهم خطط تسلا حول تقنيات القيادة الآلية.

بالتوازي مع تسلا، يوجه ماسك اهتمامه مجددًا إلى سبايس إكس وطموحها في الوصول إلى المريخ. يستعد ماسك لزيارة "ستاربيس" في تكساس الجنوبية، موقع صواريخ سبايس إكس، لتقديم عرض حول "خطة اللعبة للمريخ".

تسعى سبايس إكس، بدعم من إدارة ناسا، إلى لعب دور حاسم في إعادة الرواد إلى القمر قبل عام 2027، ربما قبل الصين التي تخطط لإرسال روادها بحلول عام 2030. يبقى الهدف الأسمى لماسك هو إرسال أسطول من سفن "ستارشيب" إلى المريخ بحلول عام 2026، مستغلًا أقرب مسافة بين الكوكبين.