
المؤثرون الافتراضيون.. ثورة رقمية تعيد تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي
2025-09-03
مُؤَلِّف: لطيفة
المؤثرون الافتراضيون: تغيير جذري في عالم التسويق
هل سمعتم عن "تيتنسلي"، الطالبة الأمريكية التي أثارت ضجة على الإنترنت بسبب موقف إنساني مأثر؟ في مقطع فيديو دام ثماني ثوانٍ فقط، ظهرت تيتنسلي وهي تبكي لأنها لم تُقبل في مؤسسة كانت تأمل الانضمام إليها، لكن المدهش هو كيف تفاعلت المنصات الاجتماعية مع قصتها، حيث جمعت أكثر من 150,000 مشاهدة في وقت قياسي.
المؤثرون الافتراضيون، نوع جديد من المبدعين، يثبتون قدرتهم على جذب الجماهير وكسب المال بدون الحاجة لوجود حقيقي. هؤلاء الشخصيات الافتراضية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتكوين هويات مذهلة وجذب الجماهير. كما أن أدوات الإنتاج المعززة بالذكاء الاصطناعي تسهم في صناعة محتوى رقمي بجودة عالية، مما يجعل هذه الشخصيات أكثر تفاعلاً وجذباً.
قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستجابة وتقليد المشاهير
أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة للتفاعل مع الجمهور، حيث يمكن استخدامه في ردود الفعل الفورية، وترجمة المحتويات، حتى أنه يمكن استنساخ شخصيات مؤثرين حقيقيين. هذه الاستراتيجيات تجعل من الممكن لأصحاب العلامات التجارية الاستفادة من هذه الشخصيات الافتراضية في الترويج بطريقة جديدة ومبتكرة، بخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.
وقد أظهرت دراسات أن الإعلانات باستخدام مؤثري الذكاء الاصطناعي تحقّق تفاعلات أعلى بست مرات مقارنة بالإعلانات التقليدية. كما تبين أن المؤثرين البشريين لا يستطيعون التخلص من أهمية تفاعلهم مع الجمهور، حتى لو كانت التحليلات تدعم استخدام المؤثرين الافتراضيين.
المستقبل: تحديات وآفاق جديدة
على الرغم من الفوائد العديدة، لا تزال هناك تساؤلات حول الأخلاقيات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى. فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل التفاعلات البشرية الطبيعية؟ هل سيتقبل الجمهور المحتوى المبتكر الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي كما يتقبل فنانًا حقيقيًا؟ المؤثرات مثل جابرييلا هايك، تثير قلقًا إضافيًا حول كيفية تأثير هذه التقنية على مستقبل الإعلام والتسويق.
بينما نشهد تحولًا في الطريقة التي نتفاعل بها مع الوسائط، يتضح أن الابتكار في عالم المؤثرين الافتراضيين لن يتوقف هنا، مما يشير إلى عهد جديد من الإبداع الرقمي والشخصيات الرقمية التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة.