العبقري الذي أثار ضجة في عالم التشفير

في عالم سريع ومليء بالتغييرات، برز اسم سام بانكمان كمنارة للأعمال المشفرة، ووصف بأنه "المعجزة التكنولوجية" و"العبقري" بعد أن أسس بورصة FTX، التي تحولت عبر الزمن إلى واحدة من أكبر منصات تداول الأصول الرقمية في العالم. قبل أن يشهد الهبوط المدوي، كانت ثروته قد تخطت عشرات المليارات، وقد أصبح وجهًا مألوفًا في المؤتمرات التكنولوجية والاقتصادية، بجانب شخصيات سياسية بارزة.

من رأسمالي تقليدي إلى مخادع ذكي

لم يكن بانكمان مجرد رجل أعمال تقليدي، بل قدم نفسه كنموذج لفكرة "الإيثار الفعال"، حيث كان يجمع الثروة بهدف التبرع بها في قضايا إنسانية. وكانت ملبساته متواضعة وسيارته متواضعة أيضًا، عابراً عن صورة "العبقري المتنزه" الذي يعيش بعيدًا عن البذخ، إلا أن هذه الصورة انهارت بسرعة مع انهيار إمبراطوريته المالية.

صعود وهبوط FTX: ملحمة قاسية

انطلقت FTX في عام 2019 وسرعان ما نافست عمالقة السوق مثل Binance بفضل تداولها الآمن والسريع، واستقطبت مئات الآلاف من العملاء، من مستثمرين أفراد إلى صناديق استثمار ضخمة. لكن خلف الكواليس، اتضح أن الشركة كانت تعتمد على ممارسات محفوفة بالمخاطر. كشفت تقارير لاحقة أن FTX استخدمت عملتها الخاصة FTT كضمان للقروض، مما أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين وسحب الأموال بشكل جماعي.

الفضيحة المالية التي هزت السوق العالمية

تمكنت FTX في يوليو 2022 من سحب أكثر من 8 مليارات دولار من المتعاملين قبل أن تعلن إفلاسها في نوفمبر من نفس العام. وكشفت التحقيقات عن عجز مالي كبير، مما أدى إلى انهيار السوق بالكامل وتدمير حياة الكثيرين.

الاحتياج إلى العدالة