شهدت الأسواق المالية تحولاً ملحوظاً مؤخرًا، إذ بدأ المستثمرون يوجهون أموالهم بصورة متزايدة نحو الملاذات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري. يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على مجموعة كبيرة من البضائع المستوردة، مما أثار مخاوف من تأثير ذلك على النمو الاقتصادي العالمي.

تسير الاقتصاديات الكبرى، مثل الاقتصاد الأمريكي، نحو حالة من الركود المحتمل، وهو ما أدى إلى تزايد الطلب على العملات الآمنة. في المقابل، سجل الدولار الاسترالي تراجعًا ملحوظًا؛ إذ انخفض بنسبة 0.73% ليصل إلى 0.6001 دولار. كما تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.75% مسجلاً 0.5554 دولار، مما يعكس هشاشة هذه العملات وسط المخاوف الاقتصادية.

على صعيد آخر، سجل الدولار الأمريكي تراجعًا أيضًا بنسبة 1.3% مقابل الين الياباني، حيث وصل إلى 144.95 ين، وهو أدنى مستوى له في نحو ستة أشهر. يبدو أن المستثمرين يتجهون نحو البحث عن استثمار آمن، حيث سجل الفرنك السويسري ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 1% ليصل إلى 0.85095 مقابل الدولار.

تشير التوقعات إلى أن الأوضاع السياسية والتجارية العالمية، خاصة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في أداء العملات. لذا قد يتفاعل المسؤولون الماليون في الولايات المتحدة وبقية العالم مع التطورات الاقتصادية بطريقة تحافظ على استقرار الأسواق.

وفي سياق متصل، دعا الخبراء إلى ضرورة مراقبة أسواق السندات الحكومية، حيث تعكس الأسعار المتراجعة مؤشرات سلبية عن الوضع الاقتصادي، مما يعزز من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات داعمة للنمو. وبدءً من كانون الأول المقبل، قد نلاحظ تغييرات في سعر الفائدة قد تتجه نحو الخفض بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الجديدة.