التكنولوجيا

سباق دولي على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بأفريقيا

2025-03-22

مُؤَلِّف: فاطمة

في خطوة تاريخية، أعلن المغرب قبل أيام عن توقيع شراكات مع عدة دول كسحر الاستثمار في الهيدروجين الأخضر. وقام باختيار شركات من الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا والصين لتمويل مشاريع ضخمة بميزانية تبلغ حوالي 32 مليار دولار، وهو ما يضع المغرب في موقع الريادة على خريطة الطاقة المتجددة في إفريقيا.

لكن ليس المغرب وحده في هذا السباق، حيث بدأت عدة دول أفريقية، بما في ذلك مصر وناميبيا وكينيا وجنوب إفريقيا، تعزز من جهودها لتقديم مشروعات لجذب الاستثمارات الدولية في هذا المجال الحيوي. وقد أصبح تركيب الهيدروجين الأخضر جزءًا من الاستراتيجية العالمية الرامية للتوجه نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مما يجذب اهتمام الشركات العالمية.

وأكد عبد العالي الطاهري، الخبير المغربي المتخصص في الطاقات المتجددة والهندسة البيئية، في حديثه مع الأناضول، أن الاستثمارات الخاصة في الهيدروجين الأخضر ستساهم في خلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي على مستوى القارة.

وعلاوة على ذلك، فقد كانت الطاقات الشمسية والمائية والريحية دافعًا لاستقطاب مستثمرين عالميين للاستثمار في الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، لا سيما وأن هذه الطاقات تمثل مدخلات إنتاج الهيدروجين الأخضر.

نود التذكير بأن الهيدروجين الأخضر يأتي من عملية كيميائية تعتمد على الطاقة المتجددة، حيث يتم استخدام الكهرباء الناتجة عن مصادر الطاقة النظيفة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، مما ينتج طاقة نظيفة وبلا انبعاثات سلبية.

يظهر السيناريو القاري أن هناك 6 دول أفريقية تؤكد عزمها على تنفيذ مشروعات كبيرة في هذا المجال، في الوقت الذي تسعى فيه المغرب إلى تحقيق شراكات مع دول واضحة مثل الولايات المتحدة وإسبانيا.

يبلغ إجمالي الكلفة المالية لهذه المشاريع حوالي 31.9 مليار دولار، لتوسيع نطاق إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي، مما يساهم في تحسين المعايير البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأحد المشاريع الجديدة هو إنشاء سلسلة من محطات الهيدروجين في المناطق الصحراوية التي تعتبر مثالية لتوليد الطاقة المتجددة بكفاءة عالية، حيث توفر بيئات مثالية لتوليد الطاقة الشمسية والرياح.

المستقبل يبدو واعدًا لأفريقيا في مجال الطاقة المتجددة، ومع زيادة الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر، سيكون قارة أفريقيا قادرة على تصدير هذا النوع من الطاقة بحلول عام 2050، مما سيفتح الآفاق لاقتصادات مستدامة وفرص عمل عملاقة. تقدر قيمة الاستثمارات المتراكمة في مجال الهيدروجين الأخضر في إفريقيا بحوالي 400 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق جذبًا للاستثمار في الطاقة النظيفة عالميًا.