قام العلماء بإجراء دراسة متعمقة حول أصوات أسماك القرش في نيوزيلندا، وتحديداً نوع "موستيلوس لينتيكولتس"، وهو نوع من أسماك القرش الصغيرة الموجودة في المياه الساحلية. هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تسجل أصوات هذه الكائنات البحرية، مما يعطي لمحة جديدة عن سلوكها.

خلال الدراسة التي استمرت أكثر من 11 شهراً، تم دراسة 10 أسماك قرش صغيرة (5 إناث و5 ذكور)، وتم تسجيل أصواتها في بيئة مخصصة لذلك. وأظهرت النتائج أن أسماك القرش تصدر أصواتاً مختلفة خلال أول 10 ثوانٍ من التعامل معها، وهو ما يمثل نمطاً فريداً في التواصل الصوتي.

يعتقد العلماء أن الصوت الذي تصدره هذه الأسماك يمكن أن يكون له هدف تواصلي يتضمن العلامات الاجتماعية أو الدفاعية. ولكنهم لا يزالون في مرحلة فهم كيفية تفاعل هذه الأصوات مع سلوكها الطبيعي. يُعتقد أن البيئة التي تعيش فيها مثل التغيرات في درجات الحرارة أو الضغوط البيئية يمكن أن تؤثر على تواتر هذه الأصوات.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الدراسة مهمة للمحافظة على هذه الأنواع التي تواجه تهديدات عديدة مثل الصيد غير المستدام وتدمير المواطن. فقد أظهرت الأبحاث السابقة أن فهم سلوك هذه الكائنات يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في جهود الحفظ.

في نهاية المطاف، يحتاج العلماء إلى مزيد من الأبحاث لفهم الديناميات المعقدة لهذه الأصوات ولتفسير دلالاتها بشكل أفضل. الدراسة تم نشرها مؤخرًا في دورية "رويال سوسايتي أوبن ساينس" ويأمل الباحثون أن تُحدث تأثيرًا على فهمنا لعالم أسماك القرش وكيفية حمايتها في المستقبل.