
«العيالة».. تراث ينمو ويغني من الأجداد للأحفاد
2025-09-07
مُؤَلِّف: عائشة
في عالم التراث، حيث تتعانق الأصوات القديمة وتتركب في أنغام تأخذك في رحلة إلى أعماق التاريخ. تُروى حكايات الوطن من قلب الصحراء، تكتظ بالحكايات التي لا تبهت عبر الأجيال.
بين دفء العيالة وضوضاء الأجواء الحديثة، يبرز صوت عمر الكعبي، قائد فرقة العيالة، كحارس لذاكرة المجتمع، ينسج كلمات تتغلغل في نفوسنا وتمس وجداننا.
عندما يتحدث الكعبي، تعبر كلماته عن فخر عميق بالإرث الذي لا يُحدد بزمان ولا مكان، حيث يقول: «جزاهم الله خيراً، مساعدينا لا ييأسون في دعمنا، وعلينا جميعاً الحفاظ على تراثنا.»
يستمر الكعبي ليؤكد أن العيالة ليست مجرد فن، بل هي تحيةٌ لأصول الضيافة، وكلماته تُشرّع المجال أمام الضيوف، قائلًا: «العيالة هي روح التراث، ولا تبدأ فعالية إلا بها، حيث تمثل البداية الحقيقية لكل نشاط ثقافي.
يُحدثنا الكعبي بشغف عن تناغم الأصوات واختلاف المقامات التي تفصل بين الفرق: «لقد عملنا على تطوير أساليبنا خلال السنوات الماضية، مما أتاح لنا إبراز تنوع الفنون والموسيقى في مجتمعنا.»
ويشير الكعبي إلى أهمية المشاركة في المهرجانات والمعارض، مُعتبرًا ذلك فرصة للتعريف بالتراث الذي نحمله والتأكيد على عاداتنا وتقاليدنا المميزة، فكل مناسبة تمثل فرصة لتسليط الضوء على غنى حضارتنا.
وفي ذكر نشأة الفرقة، يروي الكعبي قصة الأجيال التي كانت تحمل الراية: «تأسست الفرقة منذ زمن، حيث مر كل جيل بتقديم إسهاماته، ومنذ عام 2016، توليت زمام الأمور، حيث شاركنا في عدة مهرجانات.»
ويختتم الكعبي حديثه بتصريح قوي: "نحن فخورون بتراثنا، الذي تم توثيقه من قبل اليونسكو، وحيث أن علينا أن نظهر للعالم كيف نعيش هذا الفن".
العيالة ليست مجرد ثقافة بل هي شعار للكرم والضيافة، حيث يحل الزوار في أمان ويُستقبلون بكل احترام، وتُرتبط أصوات العيالة بأصالة التاريخ، مكونة بذلك ذكريات تحيا في قلوب الأجيال المتعاقبة.