تشير بيانات المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة إلى أن النساء في بريطانيا يفضلن تأخير فكرة الإنجاب حتى عمر متقدم، مما يساهم في تقليل عدد الأطفال. وذلك نتيجة لتغيرات اجتماعية وثقافية وإقتصادية شهدها المجتمع البريطاني في السنوات الأخيرة.

توقع المكتب أنه خلال العام الحالي، قد تبلغ نسبة النساء اللواتي ينجبن أطفالاً واحداً فقط 18 عاماً، وذلك بانخفاض واضح عن الأجيال السابقة. ويعتبر هذا التوجه مقلقاً بالنسبة للحكومة، حيث أن معدل الإنجاب قد انخفض ليصل إلى 1.52 طفلاً لكل امرأة، مما يشير إلى انخفاض عدد أفراد الأسرة الواحدة مقارنة بالأجيال السابقة.

في الوقت نفسه، يُعد الدعم المالي للأسر من القضايا المهمة، حيث تقوم بعض الدول بتقديم حوافز لمواطنيها عبر منح مالية كدعم للإنجاب، وصلت في بعض الدول إلى 10 آلاف يورو لكل مولود جديد. لكن في بريطانيا، يبدو أن النساء يفضلن الاستقرار المالي وتحصيل التعليم العالي قبل اتخاذ قرار الإنجاب.

الأبحاث تشير إلى أن النساء اللواتي وُلدن في بداية السبعينات ينجبن في المتوسط طفلاً واحداً عندما يبلغن 31 عاماً، بينما كانت النساء في الأجيال السابقة ينجبن في المتوسط طفلًا واحدًا عند بلوغهن 26 عامًا. هذه التحولات تشير إلى تغييرات عميقة في أولويات النساء والمجتمع ككل.

أسباب هذا الاتجاه عدة، منها زيادة التكاليف المعيشية وضغوط الحياة المعاصرة. وقد أظهرت الدراسات أن البيئة الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ قرارات الإنجاب. كما أن التفكير في تطوير الحياة المهنية وتأمين مستقبل مستقر تعكس رغبة النساء في تحقيق استقلاليتهن ورفاهياتهن قبل التفكير في تكوين أسرة.

إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المحتمل أن يستمر معدل الإنجاب في الانخفاض في السنوات القادمة، مما قد يؤثر على التركيبة السكانية والاقتصادية للبلاد. كما يُحذر الخبراء من الحاجة لتحفيز سياسات تدعم الأسرة وتساعد على رفع معدل الإنجاب، حتى لا تتأثر الأجيال القادمة بشكل سلبي.