
المخدرات الرقمية: هل هي حقيقة أم وهم نفسي؟
2025-09-02
مُؤَلِّف: محمد
ما هي المخدرات الرقمية؟
تحظى المخدرات الرقمية باهتمام متزايد في الأوساط الاجتماعية، حيث تُعرف بأنها مقاطع صوتية تُنتج ترددات صوتية ثنائية تُعرف باسم "Binaural Beats". يتوجب على المستمعين استخدامها عبر سماعات الرأس للاستفادة منها، حيث يُعتقد أن اختلاف الترددات قد يُحسن من نشاط الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالنشوة أو الاسترخاء أو حتى الهلوسة، وهي تجارب مشابهة لتأثير المخدرات التقليدية.
الإقبال المتزايد بين المراهقين
مع تصاعد استخدام منصات الفيديو القصيرة مثل تيك توك ويوتيوب، أصبحت هذه المقاطع وسيلة تسهل الوصول إلى المراهقين. إذ تحمل عناوين مثيرة لجذب الانتباه مثل: "جرّب النشوة بلا مخدرات" أو "تجربة قانونية عبر سماعات الأذن". هذه العناوين قد تكون لها دور كبير في جذب الشباب نحو تجارب جديدة وربما تكون سببًا لبدء جدل متزايد حول الموضوع.
تأثير المخدرات الرقمية على النفس
وفقًا لجمال فريوز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، يعتبر الخطر الأكبر من هذه الظاهرة نفسي واجتماعي أكثر من كونه بيولوجيًا. فهو يشير إلى أن الدراسات العلمية لم تثبت حتى الآن تأثير هذه الترددات كيميائيًا على الدماغ مثلما تفعل المخدرات. ولكن، العديد من الشباب يتعرضون لهذه المقاطع وينخرطون في التجربة نتيجة لما سمعوه من محادثات تدور حول تأثير هذه الأصوات.
الدافع وراء البحث عن التجارب الحقيقية
أيضًا، يُشير الخبراء إلى أن هذا الشعور النفسي قد يدفع البعض للبحث عن تجارب أكثر واقعية وقوة، مثل المخدرات الحقيقية. لذا، يتمثل الخطر في أن هذا السلوك قد يفتح الأبواب أمام استخدام المخدرات التقليدية.
دور التكنولوجيا في الانتشار
على الجانب التقني، تنسب فري حليم، خبير التكنولوجيا والمحتوى الرقمي، الانتشار السريع لهذه الظاهرة إلى خوارزميات المنصات الرقمية، التي تساعد في جعل المحتوى المثير للمناقشة يصل بسرعة إلى الجمهور. هذه الخوارزميات تُعزز من ظهور مقاطع مثل المخدرات الرقمية، حيث يدخل المستخدم في تجربة حتى لو لم يكن مقتنعا بتأثيرها.
خلاصة الأمر
وبالمجمل، يتضح أن المخدرات الرقمية تثير الجدل بين الشباب، ولكن بما أن الخطر يكمن في عدم وجود الرقابة الأبوية وضعف التوعية الرقمية في المدارس، يصبح المراهقون أكثر عرضة لتصديق كل ما يُنشر على الإنترنت.