تواصل الأسواق المالية التأثر بموجات الاضطراب الناتجة عن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تجاوزت التوقعات بكثير، مما أدى إلى تذبذبات في العملات والسلع الدولية.

تشهد قيمة الدولار تراجعاً ملحوظاً، حيث انخفض خلال تعاملات اليوم بشكل ملحوظ مقابل العملات الرئيسية، في حين ارتفعت قيمة الذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الغير مستقرة. في المقابل، عاني الدولار من أسوأ أداء له منذ نوفمبر 2022، مما أثار قلق المتعاملين في السوق الذين يتوقعون نتائج سلبية على الاقتصاد الكلي.

وتعد هذه التغيرات بمثابة رد فعل طبيعي تجاه القرارات التي اتخذت مؤخرًا حول الرسوم الجمركية. فقد أظهرت بيانات السوق أن الدولار فقد 1.9% من قيمته، مما أثر بشكل كبير على العقود الآجلة للنفط التي سجلت أسوأ أداء أسبوعي في عدة أشهر.

ومما يزيد من حدة القلق، الصراعات التجارية المستمرة التي قد تؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وتؤثر على أسعار السلع الأساسية. فمع تزايد التوترات، يتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل السندات والذهب.

في سياق متصل، سجلت أسعار الذهب استقراراً حيث تم تداول الأونصة عند 3109.95 دولار، مع توقعات باستمرار هذا الاستقرار حتى يتم الإعلان عن تقرير الوظائف في الولايات المتحدة، والذي سيعطي مؤشرات حول مستقبل السياسة النقدية.

كذلك، ارتفعت أسعار الفضة خلال تداولات اليوم، مما يعكس اهتمام السوق بالمجوهرات والمعادن الثمينة كأصول استثمارية. وكانت هناك توقعات بانخفاض الطلب على النفط بسبب الأزمات الاقتصادية، مما أثر بدوره على أسعاره. وتمت الإشارة إلى أن أسعار النفط قد تراجعت بفعل عوامل جيوسياسية، مع توقع سوق النفط لمخاطر ارتفاع الإنتاج في المستقبل القريب.

باختصار، تعكس هذه التطورات الأثر المباشر للرسوم الجمركية على الأسواق المالية، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في العملات والسلع، والتوجه نحو الاستثمار في الأصول الآمنة وسط حالة من عدم اليقين.