يشهد السوق المالي زيادة ملحوظة في إقبال المستثمرين على اختيار أصول الملاذ الآمن مثل الدولار والين والفرنك السويسري، حيث تصاعدت المخاوف من ركود اقتصادي عالمي جديد بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية واسعة النطاق على الشركاء التجاريين.

نتيجة لهذه التطورات، تراجعت الأسواق المالية عالميًا، حيث انخفضت الأسهم في آسيا، ما أشار إلى تزايد المخاطر الاقتصادية. وحرص المستثمرون على اللجوء إلى أصول أكثر أمانًا، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة الأمريكية في فترة مبكرة قد تقع حول مايو أو يونيو.

كما شهد الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي تراجعات ملحوظة، ويرى المستثمرون أن المخاطر قد ازدادت مع الانخفاضات الحادة في الأسواق. وبالمثل، انخفض الفرنك السويسري والكرونة النرويجية خلال التعاملات.

في سياق متصل، توقع المحللون في الأسواق أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية إلى تأثير سلبي على النمو العالمي، حيث حذر البعض من أن هذه السياسات قد تقوّض الأداء الاقتصادي. وصرح مارك تشاندلر، المحلل رئيس السوق لدى بانكبيرن جلوبال فوركس، أن "التقلبات الحالية تشير إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر سلبًا على النمو."

وعلى الصعيد الأوروبي، تسعى دول الاتحاد الأوروبي لتشكيل جبهة موحدة في الأيام المقبلة للتصدي لرسوم ترامب الجمركية، ومن المحتمل أن يتم التوافق على مجموعة من التدابير المضادة التي تسعى لحماية الاقتصاد الأوروبي. ويُقدّر أن تصل قيمة السلع المستهدفة نحو 28 مليار دولار، تشمل سلعًا متنوعة مثل خيوط تنظيف الأسنان إلى مواد صيدلانية أخرى.

تأثير هذه السياسات لن يتوقف عند حدود الولايات المتحدة، بل سيطال الاقتصاد العالمي ككل، مع توقع هزات أكبر في الأسواق العالمية في حال تدهورت العلاقات التجارية.

في ختام هذا التحليل، يتّضح أن هناك تغييرات جذريّة في ديناميكيات الأسواق المالية، وتمثل التحولات الحاصلة مصالح جديدة يجب على المستثمرين أخذها في الاعتبار عند تخصيص أصولهم.