العلوم

الثقب الأزرق العظيم: جمال يخفي كارثة تلويث في الآفق

2025-04-05

مُؤَلِّف: فاطمة

يُعتبر الثقب الأزرق العظيم في بليز واحدًا من عجائب الطبيعة الغامضة، حيث يمثل حفرة هائلة في قاع المحيط تحمل في أعماقها أسرارًا مذهلة. لكن جمال هذا المكان الآسر يُقابله حقيقة مُقلقة، إذ أن الموقع شهد حوادث مأسوية، بما في ذلك اختفاء غواسٍ لم تعود أبدًا، فضلًا عن تراكم مخالفات بشرية في قاعه.

لكن وراء هذه القصص المرعبة، يُخفي الثقب الأزرق رسالة علمية أكثر إثارة للقلق، فقد كشف تحليل الرواسب المستخرجة من قاع الحفرة عن أدلة صادمة حول زيادة وتيرة الأعاصير المدارية على مدى آلاف السنين، مع تسارع كبير في العقدين الأخيرين.

وفقًا للدراسة التي نُشرت في موقع Live Science، فقد أظهرت العينات التي جرى تحليلها أن عدد العواصف المدمرة في المنطقة قفز بشكل غير مسبوق مقارنة بالقرون الماضية. وأوضح الباحثون أن هذه الظاهرة ترتبط بشكل واضح بتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري.

قال دومينيك شميت، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد لاحظنا أن وتيرة العواصف ارتفعت بشكل حاد في العشرين سنة الماضية، وهو ما يفوق بكثير ما حدث على مدى قرون طويلة". هذا يشير إلى تأثير الاحتباس الحراري على الظروف البيئية.

تشير البيانات إلى أن المعدل كان يتراوح بين 4 إلى 16 إعصارًا لكل قرن في الماضي، لكن العقدين الماضيين شهدت تسع عواصف شديدة فحسب، مما يؤكد أن تغير المناخ ليس فقط يزيد من درجات الحرارة، بل أيضًا من تكرار الكوارث الطبيعية.

يُذكر أن العلماء استخدموا طبقات الرواسب في قاع الحفرة، والتي تعمل مثل حلقات الأشجار، لتتبع تاريخ العواصف.

تشير النتائج إلى أن العالم قد يشهد المزيد من الكوارث الطبيعية المتزايدة إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة دون رادع.

هذا الاكتشاف يضيف تحذيرًا جديدًا إلى قائمة الآثار الكارثية لتغير المناخ، مما يثبت أن تدمير البيئة لن يمر دون عواقب وخيمة.

ما هو الثقب الأزرق العظيم؟

الثقب "الأزرق العظيم" في بليز هو واحدة من أعجب وأشهر العجائب الطبيعية في العالم، ويقع قبالة سواحل بليز في أمريكا الوسطى، ضمن شعاب لايتهيوسي المرجانية. إليك بعض المعلومات المذهلة عنه:

هو حفرة بحرية دائرية ضخمة بقطر يقارب 300 متر وعمق يصل إلى 124 مترًا. وهو جزء من نظام الحاجز المرجاني لبليز، الذي يُعد ثاني أكبر حاجز مرجاني في العالم بعد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.

تشكّلت هذه الحفرة خلال العصور الجليدية عندما كانت مستويات البحر منخفضة، ومع مرور الوقت غمرتها المياه. يبعد حوالي 70 كم عن ساحل مدينة بليز. يقع في البحر الكاريبي ضمن نظام الشعاب المرجانية التي تُعد ثاني أكبر نظام في العالم بعد الحاجز المرجاني الأسترالي.

يُعتبر موقعًا شهيرًا للغوص، ويجذب الغواصين من كل أنحاء العالم. ويحتوي على أنواع متعددة من الأسماك والشعاب المرجانية، بالإضافة إلى الكهوف المغمورة والتكوينات الجيرية.

شكله الدائري المثالي ولونه الأزرق الداكن وسط المياه الفيروزية يجعله مشهدًا رائعًا من الجو.

أدرج المستكشف جاك كوستو ضمن أفضل أماكن الغوص في العالم. ويُعتبر جزءًا من محمية الحاجز المرجاني لبليز، وهي موقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.