
عودة الكبار تضيء المسرح المصري من جديد
2025-08-16
مُؤَلِّف: سعيد
بعد غياب دام لسنوات، يطل المسرح المصري ليعيد إليه مجد الزمن الجميل، حيث يعود كبار النجوم ليتألقوا مجددًا على خشبة المسرح، مما ينذر بعودة سحر العروض الحيّة التي لطالما اعتُبرت بيتًا للموهبة والفن.
تعتبر عودة عروض الكبار بمثابة نافذة جديدة على الحياة الثقافية، لتعلن عن أن المسرح لا يزال ينبض بالحياة، ويتفاعل بشكل ملموس مع الجمهور في زمن يتسارع فيه المحتوى الرقمي.
كان مساء مؤخرًا شاهداً على انطلاق عروض مسرحية "المليك لير" للنجم الفخراني، ضمن موسم المسرح الذي ترعاه وزارة الثقافة المصرية، في إطار جهود إحياء التراث المسرحي.
وعلى الرغم من أن الفخراني قدّم هذا النص الشكسبيري في الثمانينات، إلا أن عودته اليوم مع تقديم رؤية فنية جديدة تعكس نضج التجربة وتغير الزمن.
لا تقتصر عودة "المليك لير" على كونها عرضًا واحدًا، بل تُعتبر بداية لحقبة جديدة في المسرح المصري، تتضمن مجموعة من العروض المميزة مثل "المليك وأنا"، التي تُعرض في مسارح مختلفة بالعاصمة.
يشير عدد من النقاد إلى أن تنوع العروض يمثل إشارة واضحة نحو إعادة تفعيل المؤسسات المسرحية الرسمية، وتقديم محتوى فني يوازن بين القيمة والجاذبية الجماهيرية.
المسرحي محمد الروبي، أشار في تصريح له، إلى أن عودة كبار النجوم إلى المسرح، سواء في المسرح الحكومي أو الخاص، تمثل دافعًا قويًا للحركة المسرحية في مصر بعد سنوات من تراجع العروض.
كما أضاف الروبي أن التوازن الموجود اليوم يُعد نتيجة جهد مستمر لخلق بيئة مسرحية حقيقية، حيث نرى جيلًا جديدًا من المسرحيين، مثل محمد علي رزق، ينضم إلى الكبار.
وفي ضوء النجاح الباهر الذي حققه موسم العروض الريادي، تسعى الجهات المعنية لاستنساخ التجارب المسرحية الناجحة من الداخل والخارج، وأثبت المسرحيون قدرة التحمل والتكيف مع التحديات.
تظل التحديات موجودة، كما يشير النقاد، بخصوص استمرارية هذه النمط المسرحي. فالعمل المسرحي يتطلب التزامًا يوميًا وجهدًا كبيرًا، والعائد غالبًا لا يعكس الجهد المبذول مقارنة بالتخصصات الأخرى مثل التلفزيون والسينما.