
تزايد معاناة النساء الحوامل في الخرطوم بعد انهيار المستشفيات
2025-03-23
مُؤَلِّف: حسن
تسبب تفاقم الأوضاع الأمنية في العاصمة السودانية الخرطوم في تدهور كبير في الصحة العامة للنساء، وخاصة الحوامل، بسبب انقطاع الخدمات الصحية. حيث أفادت التقارير أن 80% من المستشفيات في الخرطوم توقفت عن تقديم خدماتها، مما أدي إلى نقص حاد في الرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الحمل والولادة. و لا تقتصر التأثيرات السلبية على استمرار النزاع، بل تشمل أيضًا التأثيرات الناتجة عن الضغوط الأمنية المتزايدة.
تواجه النساء الحوامل صعوبات كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية بسبب تزايد حالات العنف والفوضى، مما يجعلهن عرضة لمخاطر صحية محتملة. على سبيل المثال، سجلت غرفة الطوارئ في جنوب الخرطوم حالة وفاة واحدة بين عشر نساء أثناء الولادة نتيجة عدم توفر خدمات المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك، أُجبر أكثر من 10 أطباء على مغادرة مناطقهم بعد تعرضهم للاعتداء والسرقة. وتعاني النساء في المناطق النائية من عدم القدرة على الوصول للرعاية اللازمة، مما يؤدي إلى احتمالات وفاة أكبر للأمهات والأطفال.
في الأسبوع الماضي، خسر مستشفى "البشائر" خدماته بعدما كان يقدم الدعم الطبي الضروري للنساء، مما يزيد من الضغط على المرافق الصحية المتبقية، التي بدورها تعاني من نقص في الأدوية والموارد الطبية الأساسية.
وفي ظل هذه الأزمة، أطلقت وزارة الصحة السودانية خطة استراتيجية لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية، لكن تتطلب هذه الخطة موارد مالية ضخمة لرصدها. وفي الوقت نفسه، تتزايد أعداد وفيات الأمهات والأطفال، حيث أفاد وزير الصحة السوداني أن نسب وفيات الأمهات بلغت 295 لكل 100000 حالة ولادة.
تعاني النساء أيضا من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفات مرض السكري، مما يتطلب الرعاية الفورية والتي لا يمكن الحصول عليها بسبب انهيار الخدمات الصحية. وتحدث المواطنون عن ظروف معيشية مزرية، حيث تتعرض النساء الحوامل لضغوطات نفسية وصحية بفعل الأوضاع المتردية.
لحل هذه الأزمة، تم دعوة المنظمات الدولية للتدخل وتقديم الدعم اللازم لضمان وصول النساء إلى الرعاية الصحية المطلوبة. وفيما يبدو أن الحلول لا تزال بعيدة المنال، يبقى الأمل معلقاً على تحسين الأوضاع الأمنية وتوفير الخدمات الصحية بشكل أسرع.