العلوم

أقمار ستارلينك: تهديد غير متوقع لعلم الفلك الأرضي

2025-08-06

مُؤَلِّف: عائشة

عصر التكنولوجيا والمفاجآت غير المتوقعة

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا بشكل غير مسبوق لتوفير الإنترنت بسرعة عالية في كل ركن من أركان الأرض، تظهر آثار لم تكن في الحسبان على مجالات علمية رئيسية. من بين هذه العلوم، يواجه علم الفلك الراديوي تهديدات جادة نتيجة الانبعاثات غير المقصودة من الأقمار الاصطناعية التي تدور حول كوكبنا، وتحديدًا من مجموعة "ستارلينك" التابعة لشركة سبيس إكس.

دراسة تكشف عن حجم المشكلة

بحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كيرتن الأسترالية، تم ذكرها في دورية "أسترو-نمائي"، تبين أن هناك مشكلة تتعلق بتداخل الإشارات الراديوية من آلاف الأقمار الاصطناعية مع الإشارات الكوكبية الضعيفة التي يسعى العلماء التقاطها من عمق الفضاء. استخدم الباحثون تلسكوبًا راديويًا عملاقًا في أستراليا، حيث جمعوا حوالي 76 مليون صورة راديوية خلال شهرين فقط.

التأثير السلبي للأقمار الاصطناعية

نتائج الدراسة أظهرت أن ما يقارب 30% من تلك الصور كانت مشوشة بسبب تداخلات من الأقمار الاصطناعية، مع تسجيل أكثر من 112 ألف إشارة غير مقصودة من 1800 قمر من أقمار ستارلينك، مما يضعف البيانات العلمية بشكل خطير.

عواقب غير محسوبة على الاكتشافات الفلكية

يدعو العلماء الآن إلى اتخاذ إجراءات لوضع قوانين أكثر صرامة لتنظيم نشاط هذه الأقمار الاصطناعية. ومع كل تلسكوب جديد يتم إطلاقه، ستزداد دقة الأجهزة، مما يجعلها أكثر عرضة للتلوث بالأشعة الراديوية غير المرغوبة. وجود تداخلات حتى لو كانت ضعيفة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على البيانات التي يتم جمعها.

اقتراحات لتحسين الوضع الحالي

يشدد العلماء على ضرورة التعاون بين شركات الفضاء والمجتمع العلمي لتقليل هذه التدخلات، من خلال تعطيل الانبعاثات أثناء مرور الأقمار فوق تلسكوبات راديوية، واستخدام دروع إلكترونية لتقليل الإشعاع غير المرغوب.

علاوة على ذلك، يُوصى بتوسيع القوانين الدولية لتشمل انبعاثات غير مقصودة وليس فقط الإشارات الرسمية، مما سيساهم في حماية دقة البيانات التي تعتمد عليها الدراسات الفلكية.

المستقبل تحت المراقبة

الكثير من المخاوف مستمرة حول مستقبل علم الفلك الراديوي، خصوصًا مع ما تمثله الأقمار الاصطناعية من أمل وتحديات في ذات الوقت. إلا أن هناك أضواء من الأمل تلوح في الأفق، مثل مشروع "سكا-لو" الذي يعد بتقديم أدوات جديدة لفهم النجوم والمجرات.