سجل الدولار انخفاضاً ملحوظاً يوم الثلاثاء، وذلك في ظل ترقب الأسواق لاستراتيجية جديدة للرسم الجمركي سيتم الإعلان عنها من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه النظام التجاري العالمي تغييرات جذرية، مما يؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية.

وقع اليورو في أحدث التعاملات عند 1.0802 دولار، فيما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.2941 دولار، بارتفاع طفيف لكليهما قبل إعلان البيت الأبيض لخطته للرسم الجمركي. وقد أظهر ترامب انفتاحه للمساهمة في هذا الإعلان المقرر في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت جرينتش.

وتحدثت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، عن أن الرسوم الجمركية الجديدة التي ستفرض على السلع الأمريكية ستدخل حيز التنفيذ بعد إعلان ترامب عنها.

وفي نفس السياق، أوضحت كارولين كونغ، خبير في العمليات في كومونولث بنك الأسترالي، أن الأسواق ستواجه توتراً بسبب هذا الإعلان.

أما بالنسبة للعملة اليابانية، فقد تراجع الدولار بنسبة 0.3% إلى 149.70 ين، في حين أبدى المستثمرون اهتماماً معتدلاً بوصفه ملاذاً آمناً. بينما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.44% إلى 0.6306 دولار، مما قد يكون مدعوماً من بحث المستثمرين عن استثمارات أقل تضرراً من الرسوم الجمركية.

لا تزال التفاصيل حول حجم ونطاق الرسوم الجمركية غير معروفة، لكن صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن مساعدين لترامب يدرسون فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 20%، بدلاً من استهداف دول أو منتجات بعينها.

ورد ديريك هالبيني، رئيس قسم الأبحاث في بنك إيم.يو.إف.جي، بأن فرض رسوم جمركية شاملة عالمية على جميع الشركاء التجاريين الرئيسيين قد يتراوح بين 20% إلى 25%، مما قد يثير أكبر رد فعل لتجنب المخاطر.

جدير بالذكر أن زيادة الحرب التجارية العالمية لها تأثيرات قوية على أكبر اقتصاد في العالم، حيث أظهرت البيانات الأمريكية ضعفاً أكبر من المتوقع، مما ساهم في تقويض قوة الدولار منذ بداية السنة. وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية بنسبة 0.1% إلى 104.08 يوم الثلاثاء، بعد تسجيل الدولار انخفاضاً نسبته 3.1% في مارس، وهو أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر 2022.

تظهر البيانات الأخيرة تباطؤاً في قطاع التصنيع في الولايات المتحدة خلال مارس، بينما ارتفع مؤشر التضخم بأسعار المصنع إلى أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات وسط زيادة القلق بشأن الرسوم الجمركية.

وبالرغم من الانخفاض الطفيف في الدولار الكندي إلى 1.4323 للدولار، استقر البيزو المكسيكي إلى حد كبير عند 20.36 للدولار. وقد ذكر مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إنه تحدث مع رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، بشأن خطة كندا لمواجهة الإجراءات التجارية غير المبررة من الولايات المتحدة.

وفي الحديث عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، أكد محافظ بنك اليابان (المركزي) كازو أوييدا أن لها تأثيراً محتملًا على التجارة العالمية، محذراً من تداعياتها المحتملة على النمو العالمي.