الترفيه

مسلسل يثير جدلًا حول الاستهلاك الرقمي وتأثيره – DW – 2025

2025-04-06

مُؤَلِّف: مريم

مقدمة

أثار إصدار مسلسل "Adolescence" (المراهقة) على منصة نتفليكس، الذي يُصوّر تداعيات تطرف الفتيات عبر الإنترنت، نقاشاً واسعاً حول التأثير السلبي للأجهزة الذكية واستهلاكها للساعات طوال اليوم على عقول المراهقين. وقد فجر هذا المسلسل نقاشات بلغت حد المعارضة السياسية.

تصريحات رسمية ومخاوف صحية

فقد صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه شاهد المسلسل وأن حكومته بصدد دراسة كيفية معالجة "المشكلة الناشئة والمستمرة" والمتعلقة بتطرف الفتيات عبر الإنترنت. العلاقة بين الاستهلاك الرقمي المكثف والانحراف السلوكي والإضطرابات الصحية، كثيراً ماكانت تعتمد على مخاوف ونظريات ناجمة عن التجربة، أما اليوم فقد أصبحنا أمام دراسات تقدم أدلة علمية ملموسة حول هذا التأثير.

نتائج الأبحاث والدراسات

تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات مرتبط جزئياً بارتفاع نسب الأمراض الصحية والجسدية والنفسية لدى المراهقين. ويخشى الخبراء من أن يتسبب الانترنت في التأثير على أدمغة المراهقين؛ وقد أظهرت نتائج الدراسات ما يؤدي إلى استخدام المفرط للشاشات من ضعف في التركيز ومن اضطرابات النوم لدى البالغين والمراهقين على حد سواء.

ظاهرة استهلاك الشاشات في مختلف الدول

وتختلف البيانات بين الدول، لكن أكثر من نصف المراهقين في الولايات المتحدة يقضون حاليًا ما معدله سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات. وفي أوروبا وأمريكا اللاتينية، يرتبط المراهقون بهواتفهم بنفس القدر تقريبًا.

تأثيرات نفسية متزايدة

حسب ستيفن بوخوالد، معالج نفسي في مركز مانهاتن للصحة النفسية في نيويورك، أن "هناك ارتفاع في عدد المرضى الصغار الذين يعانون من القلق ومشاكل تقدير الذات المرتبطة بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا". والعديد من الآباء لا يدركون مدى تأثير العالم الرقمي على الصحة النفسية لأطفالهم.

الإحصائيات المقلقة

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت حالات الاضطرابات النفسية بين المراهقين بنسبة 35% بين عامي 2016 و2023. والآن، يعاني أكثر من 20% من المراهقين الأمريكيين من حالة صحية نفسية أو سلوكية مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات في السلوك.

نوعية المحتوى وتأثيره

تظهر الأبحاث أيضًا أن المشكلة لا تنحصر في عدد الساعات التي يقضيها المراهقون على الإنترنت، بل أيضًا في نوعية المحتوى الذي يستهلكونه. وسط سيل من المعلومات المضللة، قد يحتوي المحتوى على أفكار معادية للمرأة أو تصور غير صحي للعلاقات الاجتماعية, والذي يمكن أن يؤثر على الفتيات والفتيان ويعزز من قبولهم للعنف الممارس عليهم اجتماعيًا وشخصيًا.

الإدمان السلوكي والتأثيرات المحتملة

تساهم التطبيقات الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي في تحول السلوك إلى إدماني، ويقترن الإدمان على الإباحية والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي برمته. جميعها شهدت زيادة كبيرة بين المراهقين.

تأثير الخوارزميات على المحتوى المستهلك

وبفضل طبيعة الانترنت القائمة على الخوارزميات، فعند تفاعل الطفل مع محتوى معين، يتم تقديم اقتراحات مماثلة للنمط نفسه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ما يسمى بـ"تأثير الحبة الحمراء"، حيث يمتص المراهقون، دون وعي، سرديات متطرفة أو معادية للنساء إلى غير ذلك.

دور الآباء في الرقابة والتوجيه

يوضح بوخوالد بهذا الصدد أن "الكثير من الأطفال لا يبحثون عن المحتوى الخطر، بل يتم جذبهم إليه عبر الخوارزميات. مقطع بسيط عن اللياقة قد يؤدي إلى ثقافة الحمايات المتطرفة؛ Video عن تطوير الذات قد ينزلق إلى خطاب الرجال السامة، ولهذا يشدد الخبراء أنه يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بما يشاهده أطفالهم."

مقاربة شاملة للمشكلة

لكن الهواتف ليست السبب الوحيد! الاكتئاب والقلق مرتبطان بسلوكيات استهلاكية أخرى.

خطوات قانونية لحل المشكلة

بعض الدول بدأت في اتخاذ خطوات قانونية لتقليل استخدام الهواتف الذكية. ففي يناير، وقع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قانونًا يحدد من استهلاك الهواتف الذكية في المدارس، متبعاً خطوات حكومات السينورفنسيز وإيطاليا. كما فرضت أستراليا حظرًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عامًا، وهنا هناك أصوات تطالب بتشريعات مماثلة في دول أخرى مثل ألمانيا.

مشاركة المراهقين في الحلول المتاحة

لكن الخبراء يحذرون من أن ذلك لن يعالج جوهر المشكلة. فالبالغون بحاجة إلى المساعدة في بناء مناعة نفسية لدى المراهقين ضد مخاطر الانترنت.

التوازن في الحياة الرقمية والواقعية

يمكن للآباء المساهمة في خلق توازن صحي بين الحياة الرقمية والواقعية من خلال الوعي والمشاركة.

توجيهات ونصائح للأهل

الهدف وفق بوخوالد لا يكمن في "القضاء على الشاشات تمامًا، بل في بناء علاقة سليمة مع التكنولوجيا".

برامج تعليمية لتعزيز الصحة البدنية والنفسية

بالإضافة إلى تنظيم وقت الشاشة، يدعو خبراء الصحة إلى برامج تعليمية تشرح أهمية التمارين الرياضية والتغذية الصحية التي تقلل من مخاطر الأمراض المزمنة.