العلوم

من القطب إلى القطب.. أول رحلة فضائية مأهولة تعبر الأرض عموديا

2025-04-08

مُؤَلِّف: نورة

في خطوة فريدة في مجال استكشاف الفضاء، قامت شركة "سبيس إكس" بإطلاق أول مهمة فضائية مأهولة من نوعها في أواخر شهر مارس/آذار الماضي. تعد هذه الرحلة هي الأحدث في مجال استكشاف الفضاء، حيث تمتد من قطبي الأرض، لتكون تجربة فريدة من نوعها.

تحت قيادة رجل الأعمال المتميز إيلون ماسك، مؤسس شركة متخصصة في تعديل الكماليات الرقمية، تحملت المهمة اسم "فرايم 2"، إشارة إلى سفينة الاستكشاف القطبي النرويجية الشهيرة. من المقرر أن تستغرق الرحلة من 3 إلى 5 أيام قبل أن تعود إلى الأرض، مشيرة إلى تقدم كبير في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي.

ويضم طاقم الرحلة 4 أفراد من خلفيات مهنية متنوعة، بينهم الخريجة السينمائية النرويجية يانيك ميكيلسن، والعالمة الألمانية المتخصصة في الروبوتات والبحث القطبي رابية روجه، حيث تعد أول إمراة ألمانية تصعد إلى الفضاء. كما يشارك أيضًا المغامر الأسترالي إريك فيليبس المعروف برحلته الاستكشافية في المناطق المتجمدة.

سيقوم أعضاء الطاقم بإجراء 22 تجربة علمية تركز بشكل رئيس على دراسة تأثير بيئة الفضاء والجاذبية المصغرة على جسم الإنسان، في إطار جهود متواصلة لفهم التحديات التي تواجه الرحلات الفضائية المأهولة الطويلة الأمد.

في سياق التقدم التكنولوجي، يتم استخدام صواريخ "فالكون 9" المعروفة بكفاءتها العالية وموثوقيتها في عملية الإطلاق. كما تعكس هذه المهمة الشراكة بين "سبيس إكس" ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، مما أدى إلى تصنيع منصة متنقلة للتجارب العلمية.

تعتبر هذه المهمة جزءاً من برنامج الرحلات الفضائية التجارية، مما يعكس زيادة نفوذ الشركة في سوق الفضاء العالمي، ويعمل على فتح أبواب جديدة لمزيد من الإيرادات والفرص الاستثمارية.

ومع ذلك، لا تزال هذه الأنواع من الرحلات الخاصة مقصورة على فئة محدودة من الأثرياء، حيث يبلغ سعر المقعد الواحد نحو 55 مليون دولار أمريكي. وتسعى "سبيس إكس" إلى جعل هذه الرحلات أكثر تنوعاً وأسهل للمغامرين الراغبين في خوض تجربة فريدة ورؤية كوكب الأرض من منظور لا يتاح إلا للأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية.

وفي اليوم الثالث من الرحلة، حرص الطاقم على مشاركة تجربته الفريدة مع متابعيه على منصة "إكس"، مؤكدين أنها لا تنتمي إلى فئة رواد الفضاء المحترفين، بل تخوص هذه التجربة بصفتهم مستثمرين شغوفين.

في الرسالة الخاصة، أوضح المسافرون أن الرحلة إلى المدار كانت أكثر سلاسة مما توقعوا، باستثناء الدقيقة الأخيرة قبل توقف المحركات، حيث شعروا بأية اختلال في قوة الجاذبية. ورغم الصعوبات، أعربت الطاقم عن شعورهم بتحسن كبير أثناء الرحلة، مشيرين إلى أن التأثيرات كانت مختلفة عن دوار البحر أو الطيران، حيث كانوا قادرين فعلياً على استخدام أجهزة الآيباد دون مشاكل. ومع ذلك، كانت أي رشفة صغيرة من المياه كفيلة بإزعاج المعدة والتسبب بالتقيؤ.

يستعد الفريق للعودة إلى الأرض يوم الجمعة الموافق 4 أبريل/نيسان، في بث مباشر عبر منصتين يوتيوب وإكس، مما يتيح للعالم فرصة متابعة واحدة من أهم التجارب العلمية في تاريخ السفر إلى الفضاء.