الصحة

ما هي الرياضات الأكثر فائدة لصحة الإنسان وكيف يمارسها بأمان؟

2025-04-07

مُؤَلِّف: أحمد

في يوم الصحة العالمي، طرحت صحيفة "ماركا" الإسبانية هذا السؤال، ما هي الرياضة المناسبة للإنسان؟ وأجابت عليه من خلال المختصين.

فالرياضة ليست مجرد منافسات للفوز أو تحقيق أرقام قياسية، بل هي وسيلة للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية.

يوافق السابع من أبريل/نيسان يوم الصحة العالمي، وفيه يساعدنا أربعة متخصصين في أمراض القلب والطب الرياضي على تحديد أفضل الرياضات للإنسان العادي، من خلال تحليل الفوائد الحقيقية لكرة القدم، وكرة السلة، والتنس، والجري، بطريقة علمية دقيقة دون مبالغات أو أساطير غير صحيحة.

ما هي الصحة؟ قال الفيلسوف كارل ماركس إن الإنسان كائن تاريخي وأي تعريف له يختلف حسب السياق الذي يتطور فيه، فاليوم لم يعد مفهوم الصحة كما كان عليه قبل قرن من الزمان عندما تسببت الأوبئة مثل الإنفلونزا في وفاة ما يقرب من 700 ألف شخص وكان العمر المتوقع أقل بكثير مما عليه الآن، بعدما أصبحت الصحة الجيدة لا تعني مجرد غياب المرض، بل هي التوازن بين الجسد والعقل والعلاقات الاجتماعية.

تعتبر الرياضة إلى جانب النظام الغذائي، واحدة من أكثر الطرق الصحية للبقاء في أفضل حالة بدنية لأطول فترة ممكنة، ولكن ليست كل الرياضات مناسبة للجميع.

فيما يلي إجابة "ماركا" على سؤال، ما هي الرياضة المناسبة للإنسان؟ من منظور محلي لكنها تناسب غالبية الناس من خلال أربعة متخصصين في أمراض القلب والطب الرياضي.

كرة القدم ليست رياضة للجميع

إلى جانب البادل، تعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في إسبانيا حيث انتشر البادل بشكل كبير، ويبدأ ممارسة هذه الرياضة منذ سن مبكرة للغاية.

لا يتردد الدكتور إدواردو إيغري، أخصائي أمراض القلب ورئيس قسم إعادة تأهيل القلب في إحدى عيادات العيادة الطبية الرسمية للجمعية الملكية الإسبانية في الاعتراف بالتناقضات الموجودة في كرة القدم.

ويقول "إن كرة القدم الاحترافية تشكل مشهداً رائعاً، ولكن كنشاط ترفيهي فإن قيمتها تكمن في الفوائد الأخرى التي تقدمها". على الرغم من أنها ليست الأكثر اكتمالًا من الناحية الجسدية، حيث تعمل بشكل أساسي على الجزء السفلي من الجسم وتحمل مخاطر المفاصل، إلا أن قيمتها تكمن في التفاعل الاجتماعي.

بالنسبة لأولئك الذين يريدون البدء، فإن الدكتور إيغري واضح: إذا كانت هناك مشاكل في المفاصل، أو سمنة أو إصابات متكررة، فمن الأفضل اختيار بدائل ذات تأثير أقل، مثل كرة القدم المصفوعة، حيث لا يسمح الجري للكبار، أو كرة القدم داخل الصالات للشباب.

ويؤكد أن "الهدف ليس الفوز، بل الاستمتاع والاهتمام بصحتك". على المستوى العقلي، تساعد كرة القدم على تقليل التوتر وتشجيع العادات الصحية، ولكن مع التكيف الدائم مع شدة قدرات كل فرد.

كرة السلة رياضة شاملة

يصف الدكتور فيسنتي كاراراتالا، رئيس قسم الإصابات ومنسق وحدة الطب الرياضي في مستشفى كويرونسالود بفالنسيا، كرة السلة بأنها رياضة شاملة.

ويشير إلى أنها تحسن التنسيق والسرعة والقدرة على التحمل وصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى غرس قيم مثل الانضباط والعمل الجماعي، وهي مفيدة بشكل خاص في مراحل التكوين، لكنه يتطلب التكيف وفقًا للحالة الجسدية لكل شخص.

من بين الإصابات الأكثر شيوعًا في كرة السلة التواء الكاحل والركبة، بالإضافة إلى مشاكل أسفل الظهر بسبب سوء التقنية، واعتلال غضروف الركبة بسبب التحميل الزائد على الركبة، والتهاب الأوتار بسبب الإفراط في الاستخدام دون تدريبات وأحذية مناسبة. وللحد من حدوثها، يوصي الدكتور كاراراتالا بإجراء تقييم طبي مسبق، وتدريب تدريجي وتقوية عضلات الجذع، لأنها تمارس عمل الجسم بأكمله.

التنس سر الحياة الطويلة والسعيدة

هل تعلم أن لعب التنس يمكن أن يضيف سنوات إلى عمرك؟ كشفت دراسة دنماركية أجريت على مدى 25 عاماً مع أكثر من 8500 شخص – دراسة قلب مدينة كوبنهاجن – أن هذه الرياضة تزيد من متوسط العمر المتوقع أكثر من الأنشطة الأخرى. يوصي الدكتور ميدونغاس جوديلس، وهو متخصص في إعادة تأهيل تيكنون للتنس والذي كان جزءًا من الخدمات الطبية في كويرونسالود في السنوات الأخيرة لنهايات كأس ديفيز، بممارستها لجميع الأعمار.

ومع ذلك، فهو يحذر من أنه بدون التحضير المناسب – تقوية عضلات الأرداف والكاحلين وأسفل الظهر، وخاصة الأخيرة – فإن الإصابات ستكون حاضرة، لذا ينصح بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أولاً لتقوية عضلات الجسم، كما ينصح بركوب دراجة ثابتة لمدة 15 دقيقة على الأقل.

بالإضافة إلى الجانب البدني، فإن رياضة التنس تعتبر بمثابة بلسم للعقل: فهي تطلق الإندورفين، وتقلل من الكورتيزول، وتحسن نوعية النوم وتقوي الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه، حسب الدكتور جوديلس.

الجري لصحة القلب والأوعية الدموية

إن الجري لا يعني حركة ساقيك فقط؛ فهو فعل محبب للذوات، مع الأخذ في الاعتبار أن القلب هو العضو الذي يستفيد أكثر من غيره. ويتحدث الدكتور خوسيه أنخيلي كابريرا، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى كيرونسالود مدريد الجامعي، عن فوائد الجري في الوقاية من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر وارتفاع الكوليسترول، لكنه يحذر من أنه 'يجب ممارسته باعتدال وتكييفه مع كل عمر'. بالنسبة للأطفال، على سبيل المثال، يجب أن يكون الجري من خلال لعبة، امتثالاً للتوجيهات منظمة الصحة العالمية.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مشاكل المفاصل، يقترح الدكتور كابريرا البدء بأنشطة ذات تأثير منخفض، مثل المشي أو السباحة قبل الجري.

ويقول إن الأشخاص المصابين بالسمنة يجب ألا يقترب معدل ضربات القلب أثناء الراحة من 90 نبضة في الدقيقة، ويجب أن يكون ضغط الدم أثناء الراحة بين 130/75.

ويحذر "إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أثناء الراحة ومعدل ضربات القلب مرتفعًا، فيجب أداء النشاط البدني بحذر".