العلوم

الصحة النفسية: هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيدًا؟

2025-03-21

مُؤَلِّف: سعيد

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيدًا؟

تُعتبر الوحدة تهديدًا مُدمرًا للصحة، لدرجة أنها تُعادل تدخين 15 سيجارة يوميًا.

لكن في الوقت نفسه، يشكل التواصل المستمر والكثيف إرهاقًا للبعض، إذ لم نعد نتمكن يوميًا من تقارب بعضنا مع بعض، خصوصًا في عصرنا الحديث حيث نتلقى مئات الرسائل يوميًا عبر هواتفنا الذكية، مما يدفع العديد من الأشخاص للبحث عن الهدوء.

فهل من الممكن إذًا إيجاد هذا التوازن؟ رأى خبراء الصحة رأيهم في ذلك.

هل هناك فرق بين العزلة والوحدة؟

على الرغم من أن الشعور بالوحدة مشكلة قديمة، إلا أن هذه المشاعر أصبحت أصعب لعدة ملايين من الناس خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الناتج عن فيروس كورونا، عندما بقي الكثيرون لوحدهم في منازلهم لفترات طويلة.

تشير الدراسات إلى أن العزلة تُعتبر وضعًا مؤقتًا، قد تمنحك بعض الهدوء المستحق، والذي قد تستمتع به!

لكن، في السياق ذاته، قد يشعر الشخص المنعزل عن الآخرين بالوحدة أكثر من غيره، إلا أنه من الممكن أن يشعر الفرد بالوحدة وهو محاط بعدد كبير من الناس.

لذا، فإن الإحساس بأنك غريب عن المكان والوسط الذي تتواجد فيه، ولا تنتمي لهما، أو أن علاقاتك مع الآخرين ليست بالقوة التي ترغب بها، يمكن أن تؤدي بك بسهولة للشعور بالوحدة.

ومع أن الوحدة ضارة جدًا بالصحة النفسية، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج عن ارتباط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني.

وفي بعض اللغات، قد تملك كلمتا الوحدة والعزلة ذات المعنى، لكنهما في الحقيقة كلمتان متناقضتان، فالعزلة هي حالة من الانفصال ومنها يمكنك أن تسترخي وتستمتع ببعض الهدوء.

في السنوات الأخيرة، أطلقت الحكومات العديد من المبادرات للتصدي لوباء الوحدة، الذي أصبح أحد أبرز القضايا التي يتم إدراجها على جدول الأعمال السياسية، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، والضمان الاجتماعي، والاقتصاد بشكل عام.

تعتبر التأملات والممارسات التي يمكن القيام بها في فترات العزلة أدوات مفيدة في مواجهة المشاكل النفسية، لكن في ذات الوقت، قد يكون قضاء الوقت بمفردك مرهقًا للبعض.

من المهم أن نضع في اعتبارنا أن من كل أربعة مسنين يوجد شخص واحد يعاني من عزلة اجتماعية، بينما يتواجد ما بين 5 إلى 15% من المراهقين يشعرون بالوحدة.

هناك مجموعات معينة معرضة لخطر متزايد من الشعور بالوحدة، مثل المهاجرين والأقليات العرقية، وطالبي اللجوء.

كيف يمكنك التغلب على الوحدة؟

تستحق هذه الطرق الانتباه:

- أهمية التواصل: ركز على تعزيز الروابط الاجتماعية، واحرص على قضاء الوقت مع من حولك، حتى لو كان ذلك عبر مكالمات فيديو.

- تخصيص وقت لممارسة الهوايات التي تحبها، مثل القراءة أو ممارسة الرياضة.

- شارك في أنشطة اجتماعية، سواء عبر الإنترنت أو في مجتمعات محلية.

- حاول العثور على أصدقاء جدد من خلال الانضمام إلى مجموعات أو نوادي للاهتمامات المشتركة.

- ابحث عن ملاذات آمنة لتخصيص فترات من الوقت لنفسك بعيدًا عن الشاشات والتواصلات اليومية.

بتبني هذه الاستراتيجيات، يمكنك تحسين صحتك النفسية وتجنب المشاعر السلبية الناتجة عن الوحدة.