العالم

الرسوم الجمركية: سلاح أمريكي نادرًا ما أتى بـ «ثمار»

2025-04-06

مُؤَلِّف: سعيد

تعتبر الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطوة مثيرة للجدل في تاريخ التجارة الدولية. رغم محاولات ترامب إيجاد نتائج إيجابية من خلال فرض رسوم مرتفعة على السلع الصينية، إلا أن تلك الاستراتيجية لم تحقق الأهداف المرجوة، بل جلبت العديد من التحديات الاقتصادية.

بحسب تقارير من اقتصاديين مختصين، تبدو التغذية المستمرة للاقتصاد الأمريكي عبر هذه الرسوم أشبه بوسيلة تراجع إلى نمط قديم من السياسات الاقتصادية، حيث أشار الأستاذ دوجلاس إيروين من جامعة "دارتموث" إلى أن: "لدينا رئيس من القرن الـ20 في اقتصاد من القرن الـ21، يريد أن يعيدنا إلى القرن الـ19".

وفي عام 2018، شهدت الولايات المتحدة فترة من الحديث المكثف حول قوة الرسوم الجمركية، التي كان لها آثار كبيرة على الصناعات المحلية، وتحديدًا خلال ما يسمى بالعصر الذهبي للرسوم الجمركية في القرن الـ19. كان من المتوقع أن تصل الرسوم إلى معدلات مرتفعة تتجاوز 50%، إلا أن الولايات المتحدة في تلك الحقبة استمرت في اتباع سياسة تعتمد على حماية الاقتصاد المحلي.

من جهة أخرى، أشار الأكاديمي كيث ماسكوس من جامعة كاليفورنيا إلى أن تلك الفترة أظهرت كيف ساعدت الرسوم الجمركية في حماية الصناعات المحلية، لكنها في نفس الوقت أدت إلى ضعف العلاقة مع الأسواق الدولية. حيث استمر تدفق السلع الرخيصة والمستوردة في الكثير من الأحيان.

الجميع يتذكر أنه بعد بداية التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلن ترامب عن سياسة الرسوم، والتي ظن الكثيرون أنها ستؤدي إلى تحسين الميزان التجاري الأمريكي. لكن، وعلى الرغم من تحقيق بعض الفوائد قصيرة الأجل، إلا أن العجز التجاري الأمريكي ظل مرتفعًا. وطبقًا للإحصائيات، فإن الصادرات انخفضت بشكل ملحوظ بينما ازداد اعتماد البلاد على الواردات، لاسيما من الصين.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الوضع لم يحدث في فراغ، بل كان نتاجًا لبيئة اقتصادية عالمية معقدة. ففي عام 2020، على سبيل المثال، تم فرض رسوم جمركية على منتجات مثل الصلب والألومنيوم، ما أثر كثيرًا على الصناعات الأمريكية. ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد الأمور سوءًا، مما أثر بشكل أعمق على سلاسل التوريد وأدى إلى ارتباك كبير في الاقتصاد العالمي.

من المهم الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي اليوم يعتمد بشكل كبير على العلاقات التجارية الدولية، ويعاني من تدخلات السياسة الحمائية بشكل يتطلب إعادة نظر. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة، تظهر الأسئلة حول مستقبل الرسوم الجمركية وما إذا كان الأمريكيون مستعدون للعودة إلى سياسات أكثر انفتاحًا.