أسرارٌ مدفونة في صحراء عجيبة

كشفت دراسة حديثة لفريق دولي، نُشرت مؤخرًا، أن صحراء الربوع الخالي، واحدة من أكبر الصحاري في العالم، كانت في يومٍ من الأيام موطنًا لبحيرة ضخمة ونظام أنهار مزدحم.

بحيرة تاريخية تدهشك بعمقها

تشير الدراسة إلى أن هذه الصحراء الشاسعة في شبه الجزيرة العربية كانت غنية بالمياه، حيث كانت تغطيها بحيرة عميقة يصل عمقها إلى 42 مترًا وتغطي مساحة تتجاوز 1100 كيلومتر مربع. وكان ذلك قبل حوالي 9000 سنة، مما يجعلها منطقة جذب للحياة والحضارات القديمة.

شهادات من أعماق التاريخ

الدراسة تؤكد وجود نوعيات من الحياة البرية التي كانت تعتمد على المياه، بما في ذلك التماسيح والخيل والفيلة. هذه الكائنات ذكرت أنها كانت تعيش في الأنهار والبحيرات، التي كانت في زمنٍ ما تحتضن الحياة بشكلٍ كبير قبل أن تختفي تمامًا.

لماذا اختفت هذه البيئة الخصبة؟

يقول الباحثون إن الأدلة الأحفورية تعود إلى أواخر العصر الميوسيني، حيث تشير إلى وجود أنواع حيوانات كانت تعيش في بيئات مائية خصبة. لكن وبفعل تغييرات مناخية، عاد هذا المشهد الحيوي إلى الجفاف، مما أدى إلى انقراض هذه الأنواع تدريجياً وتغير ملامح المنطقة الجغرافية.

صحراء مع عراقة تاريخية لا تُنسى

تعد صحراء الربوع الخالي اليوم رمزًا للطبيعة القاسية، لكن هذه الاكتشافات التاريخية تعيد إليها ذكرى عصورٍ غابرة كانت مفعمة بالحياة. ومع استمرار الأبحاث والدراسات، يبقى الأمل في كشف المزيد من أسرار هذه المنطقة الغنية بتاريخها والمليئة بالغموض.