
لماذا يخسر الغرب سباق التكنولوجيا في ظل هيمنة الصين المتنامية؟
2025-03-24
مُؤَلِّف: سعيد
شهد سباق التكنولوجيا هيمنة الصين، ففي الأسابيع الأخيرة حدث تحولا جذريا، حيث تتقدم الصين بسرعة في قطاعات رئيسية، تاركةً شركات التكنولوجيا الغربية تكافح لمواكبة هذا التطور.
وفقًا لتقرير صحيفة تليغراف، تجلى هذا بشكل خاص في صناعات مثل السيارات الكهربائية، والروبوتات، وحتى صناعة الطيران. ومع استمرار نمو القدرات التكنولوجية للصين، تجد شركات غربية عملاقة مثل تسلا نفسها تحت ضغط متزايد لمواكبة هذا التطور.
سباق التكنولوجيا وهيمنة الصين: تحد للغرب
تواجه تسلا، الشركة الرائدة في الابتكار الغربي، منافسة شديدة من منافسين صينيين مثل BYD وXiaomi. ويُعتبر إطلاق BYD مؤخرًا لشاحن فائق السرعة، قادر على شحن سيارة كهربائية في خمس دقائق فقط، تقدمًا نوعيًا، متجاوزةً قدرات تسلا الحالية.
يشكك هذا القفز التكنولوجي في فكرة أن الصين لا تزال مجرد مركز تصنيع، وتُسلط الضوء على تحول كبير في قوة الابتكار العالمي. علاوة على ذلك، تفوقت سيارة شاوماي الكهربائية الرائدة على سيارة تسلا موديل S في سباقات التسارع، وهو مؤشر واضح على التقدم السريع للصين في قطاع السيارات الكهربائية.
يظهر صعود الروبوتات، وهو مجال آخر أثبت اهتمامه بشكل كبير، ريادة الصين. روبوت Unitree G-1، القادر على أداء حركات بهلوانية جانبية، يُظهر كفاءته الفائقة، متجاوزًا طموحات تسلا في مجال الروبوتات.
تشير هذه القائمة المتنامية من الإنجازات التكنولوجية إلى نمط أوسع: الصين تُقلص الفجوة مع قيادة الغرب، بل وتتفوق عليهم في كثير من الحالات، في صناعات حيوية.
ومع ذلك، تعد التحديات التي يواجهها ماسك وصناعة السيارات الغربية في صراعهم لاستعادة ريادتهم التكنولوجية معقدة. فالرسوم الجمركية العالية التي فرضها الرئيس ترامب على الواردات الصينية لها دلالات.
يعارض ماسك، وهو ليبرالي يدافع عن الأسواق الحرة، عادةً مثل هذه الحواجز التجارية، لكن الحقيقة هي أن تسلا، مثلها مثل العديد من الشركات الغربية الأخرى، تجد نفسها في وضع تنافسي غير مؤات. ومع زيادة المنتجات الصينية تقدمًا تقنيًا وجودة تصنيع ورخصًا، يحتاج ماسك وآخرون في الغرب إلى الحماية للبقاء.
الحل لهذه المعادلة بسيط: الحماية. ومع ذلك، على الرغم من فائدتها على المدى القصير، إلا أنها تؤثر على مشاكل طويلة الأمد. قد تحمي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الشركات الغربية مؤقتًا من المنافسة الصينية، لكن بدون استثمار كبير في الابتكار والقدرة التنافسية، سيتخلف الغرب حتمًا عن الركب.
قد يرحب ماسك، وغيره من الرؤساء التنفيذيين، بالرسوم الجمركية كحل مؤقت، لكن هذه الحماية لن تحل مشكلة الركود الأساسية في الصناعات الغربية.
التغير في النشاط التنافسي العالمي
لا يقتصر الصعود السريع للصين على السيارات الكهربائية أو الروبوتات، بل يمتد إلى صناعات متعددة. ففي مجال الفضاء، أطلقت شركة كوميك الصينية بالفعل طائرة تجارية لمنافسة طائرة إيرباص A320 وبوينغ 737، مما يشير إلى أن الاحتكار الثنائي الأمريكي الأوروبي الذي كان بلا منازع في مجال الفضاء التجاري قد يُكسر قريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، تعد شركات الأدوية الصينية مسؤولة الآن عن 20% من الأدوية الجديدة قيد التطوير، كما أن قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل مشروع DeepSeek، تفوقت من قبل على مكانة الولايات المتحدة المهيمنة سابقًا في هذا المجال.
ووضع ماسك ليس فريدًا من نوعه. في مختلف القطاعات، لا تُنافس الصين الغرب فحسب، بل تتفوق عليه في كثير من الأحيان. وقد شهدت صناعتا السيارات والروبوتات، على وجه الخصوص، تطورات تقنية هائلة تُعرض الشركات الغربية لخطر فقدان ميزتها التنافسية.
هذه الديناميات تشير إلى تحول جذري في المشهد التكنولوجي العالمي، مما يؤكد أن الغرب بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياته للحفاظ على موقعه الرائد في المستقبل.