العالم

علماء يعيدون بناء وجه إنسان عاش في الصين قبل 16 ألف سنة

2025-04-02

مُؤَلِّف: نورة

تمكن علماء منطقة قوانغشي من إعادة بناء مظهر إنسان عاش قبل 16 ألف عام، وذلك باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد. تشير الدراسات إلى أن هذا الإنسان كان يتمتع بوجه مستدير وعيون ضيقة، بينما كانت شفتاه ممتلئتين وأنفه مسطحًا، وفقاً لمجلة "Journal of Archaeological Science".

وقد ذكر الباحث شيه قوانغماو، من معهد قوانغشي لحماية الآثار الثقافية، أنه تم العثور على جمجمة هذا الإنسان خلال عمليات الحفر في كهف ياهواي في قرية بولان بمحافظة لونغن، ما بين عامي 2015 و2018. ويُعتبر هذا الكهف بمثابة موقع الدفن الثاني من العصر الحجري القديم الذي تم اكتشافه في الصين.

فريق من العلماء من قوانغشي وبكين ولندن ومراكز علمية أخرى قد أعاد بناء جمجمة هذا الإنسان في عام 2023، تحت إشراف شيه قوانغماو، باستخدام أساليب الكمبيوتر والنمذجة ثلاثية الأبعاد.

كما استخدم الباحثون أيضًا القياسات الهندسية للمقارنة بين شكل الجمجمة والأشكال الحديثة. أظهرت التحليلات أن الجمجمة أكبر من جماجم الإناث الحديثة، لكنها أصغر من جماجم الذكور. كما أن شكلها أقرب إلى جماجم الإناث ذوات عظمة جبهية عالية.

منطقة قوانغشي تُعتبر نقطة رئيسية بين شرق وجنوب شرق آسيا، مما يوفر فرصة فريدة لدراسة الهجرات وتطور البشر القدماء. يقول شيه إن دراسة جمجمة كهف ياهواي تقدم معلومات قيمة عن الخصائص الجسدية للإنسان المبكر في جنوب الصين وحركاته.

تشير الأبحاث إلى أن هذه الجمجمة هي الوحيدة المحفوظة بالكامل في منطقة جنوب الصين، مما يسمح بتحديد عمرها وطبيعتها بدقة. لذلك يُعتبر هذا الاكتشاف مهمًا لدراسة تنوع البشر الأوائل، وهجراتهم، وتفاعلاتهم، وعادات الدفن الخاصة بهم.

وفقًا للباحثين، يوفر هذا العمل أدوات ومواد منهجية مهمة لدراسة الخصائص الجسدية للبشر القدماء، وتطور ملامحهم ووجوههم.