التكنولوجيا

لحظة مفصلية في تاريخ الذكاء الاصطناعي.. GPT-4.5 يتفوق على البشر في اختبار تورينج

2025-04-05

مُؤَلِّف: لطيفة

أظهرت دراسة حديثة أن نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4.5، الذي طورته OpenAI، لا يقتصر على اجتياز اختبار تورينج فحسب، بل تفوق أيضًا على البشر في إقناع المشاركين بإنسانيته. هذا الاكتشاف، الذي نُشر في ورقة بحثية أولية بانتظار مراجعة الأقران، يمثل تحولًا جذريًا في العلاقة بين الإنسان والآلة، ويثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ومكانته في المجتمع.

اختبار تورينغ، الذي صممه عالم الحوسبة البريطاني آلان تورينغ عام 1949، يعد معيارًا كلاسيكيًا لقياس مدى "تشابه" الآلة بالإنسان. يعتمد الاختبار على قدرة الذكاء الاصطناعي في إجراء محادثة مع شخص دون أن يتمكن المتلقي من تحديد ما إذا كان يتحدث مع آلة أم إنسان.

في هذه الدراسة، أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا نسخة معدلة من اختبار تورينغ التقليدي، حيث تفاعل المشاركون مع كل من إنسان حقيقي ونموذج ذكاء اصطناعي، ثم طُلب منهم تحديد من هو الإنسان.

عندما مُنح GPT-4.5 شخصية محددة - مثل "شاب مثقف وواعي ثقافيًا" - اعتقد المشاركون أنه إنسان في 73% من الحالات. وهي نتيجة تفوق بكثير النسبة العشوائية المتوقعة التي تبلغ 50%.

لكن اللافت أكثر هو أن أداء النموذج تراجع إلى 36% فقط عندما لم يُمنح أي "شخصية" يتقمصها، مما يبرز أهمية السياق والتمثيل السردي في تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. في المقابل، سجل النموذج GPT-4o من OpenAI نسبة 21% فقط، بينما حصل الروبوت ELIZA، الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي، على 23%، وفقًا للمجلة "نيوزويك".

وعلق كارستن يونغ، رئيس قسم الاقتصاد الكلي والذكاء الاصطناعي في معهد أبحاث السياسات العامة، على النتائج بقوله: "لقد وصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى لم يعد الناس قادرين فيه على تمييزه عن البشر في المحادثات النصية. بل تُظهر هذه الدراسة أن الآلة قد تبدو أكثر إنسانية من الإنسان نفسه".

وأضاف: "لقد تجاوزنا 'الوادي الغريب' الذي كانت فيه الروبوتات تشبه البشر بشكل غير مريح، ودخلنا مرحلة جديدة تمامًا. الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم اليوم في العلاج، والدعم النفسي، وحتى الرفقة، وقد يغير جذريًا طريقة تواصلنا عبر الإنترنت".

وتابع يونغ أن السياسات الحكومية لا تزال متأخرة عن هذا التطور المتسارع، مؤكدًا على الحاجة إلى تحديثات تشريعية وتنظيمية تواكب قدرات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

فيما كتب الباحث كاميرون جونز عبر منصة X: "تظهر هذه النتائج أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تتمكن من أداء مهام بشرية - مثل تقديم الاستشارات القانونية أو التفاعل الاجتماعي - دون أن يدرك الآخرون أنهم لا يتحدثون مع شخص حقيقي".

وحذر جونز من أن هذا التقدم قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في سوق العمل، وزيادة خطر هجمات الهندسة الاجتماعية، وحتى اضطرابات اجتماعية واسعة.