تواصل مدينة دبي تعزيز دور الاستدامة كجزء من رؤيتها للمستقبل، ليس فقط في البنى التحتية والطاقة، بل حتى في مجال الفنون والإبداع. ومع ازدهار الاقتصاد الإبداعي، باتت الفنون التشكيلية أداة فعالة لنشر الوعي البيئي، وتحفيز المجتمع على تبني سلوكيات أكثر وعياً، من خلال معارض تعتمد على مواد معاد تدويرها، وورش تركز على الابتكار المستدام، وفنانين يعيدون إحياء الخامات المهمة بجماليات لافتة.

أظهرت دراسة حديثة أن 70% من الفنانين في دبي يضعون قضايا الاستدامة على رأس أولويات أعمالهم، معربين عن التزامهم بتوصيل رسالة بيئية من خلال فنهم.

الفنون كأداة للتغيير

وأكد الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، القيم الفني الرئيسي لمهرجان "سكة 2025"، أن الفنانين يتبنّون قضايا الاستدامة ويختارون ذلك عن قناعة بقدرتهم على إحداث تأثير مجتمعي. وأوضح أن الفنون ليست مجرد تعبير عن الجمال، بل هي وسيلة فعّالة لنقل رسائل تساهم في تحقيق التغيير الإيجابي.

المؤسسات الفنية الحكومية والخاصة لعبت دوراً كبيراً في دعم جهود الاستدامة، عبر توفير بيئة مشجّعة للفنانين للتفاعل مع قضايا البيئة. سلط العديد من القائمين على هذه المؤسسات الضوء على أهمية الدعم المستمر من القطاعين العام والخاص، والذي يلعب دوراً حيوياً في تعزيز مبادرات الاستدامة في مجالات الفنون.

إعادة التدوير كفن

من جانبها، أكدت خلود الكمال، المديرة العامة لمؤسسة الثقافة والفنون، أن الفنانين يتحملون المسؤولية في نشر ثقافة الاستدامة، ليس فقط بشكل توعوي، ولكن أيضًا من خلال تطبيق عمليات إعادة التدوير في أعمالهم. أشارت إلى أن دمج المواد المستدامة في الفنون ليس مجرد خيار جمالي، بل هو خطوة نحو التغيير الإيجابي.

الفنون تلعب دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضايا البيئية، حيث يمكن للفنانين تقديم أعمال تعكس التحديات التي تواجه البيئة اليوم، مما يمنحهم الفرصة للإلهام وإحداث التأثير المطلوب.

التأثير الإيجابي للفنون

تشير تقارير حديثة إلى أن الفنون يمكن أن تسهم بشكل كبير في تغيير سلوكيات المجتمع، إذ يتم اعتماد ممارسات أكثر وعياً بالبيئة من قبل الفنانين الذين يحكون قصصاً تتعلق بالوعي البيئي والتركيز على القضايا الاجتماعية.

تزداد المبادرات الفنية التي تشجع على دمج الاستدامة في مراحل التصميم والإنتاج، مما يتيح للفنانين فرصة تجربة مواد وتقنيات مبتكرة تتماشى مع رؤيتهم البيئية. مع هذه الاتجاهات، يمكن أن تصبح الفنون في دبي مرآة تعكس التحولات الثقافية والإبداعية نحو الاستدامة.

مستقبل مشرق للفنون المستدامة

يؤكد الخبراء أن مع استمرار دعم المؤسسات، ستشهد الساحة الفنية في دبي المزيد من الأعمال التي تجمع بين الإبداع والمسؤولية البيئية، مما يعزز دور الفن كوسيلة للوعي والتغيير المجتمعي.