
«كونغرس العربية»... تعزيز الحضور واستشراف المستقبل
2025-08-16
مُؤَلِّف: محمد
في عصر يتسارع فيه نبض التقنية وتتداخل فيه اللغات والثقافات، أصبح من الضروري إعادة تشكيل موقع اللغة العربية في العالم. هذا التناول الثقافي يتجاوز كونه مجرد رفاهية لغوية، بل يمثل ضرورة تنموية حقيقية.
الحدث المنتظر: الكونغرس العربي 2025
في هذا الإطار، يُعقد "كونغرس العربية والصناعات الإبداعية" في دورته لعام 2025، والذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية. تحت شعار "إعادة تخيل الإبداع العربي: الابتكار في السرد وتعزيز تفاعل الجمهور"، يهدف هذا الكونغرس إلى تأسيس مرحلة جديدة في التعامل مع اللغة العربية كأصل مالي حيوي ومورد متجدد في سوق الإبداع.
نجاحات سابقة وتطلعات مستقبلية
منذ انطلاقه في عام 2022، أصبح الكونغرس منصة فريدة تجمع عددًا كبيرًا من الفاعلين في الصناعات الثقافية، بدءًا من صُنّاع المحتوى، مرورًا برواد الأعمال، والأكاديميين، والمبرمجين، والفنانين. تتحاور هذه الفئات ضمن جلسات تناقش الرؤى والخبرات وتضع خرائط جديدة للصناعات الإبداعية باللغة العربية.
تمثل هذه المنصة توجهاً متكاملاً يهدف إلى تعزيز الدور الثقافي المدعوم من الحكومة الإماراتية، والتي تسعى إلى رفع نسبة مساهمة هذا القطاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعكس الأهمية المتزايدة للغة والمحتوى الثقافي في الاقتصاد الوطني.
تكنولوجيا ومحتوى فعّال
يُقدم الكونغرس هذا العام نقلة نوعية، حيث يشارك فيه كبرى شركات التقنية مثل جوجل وأمازون ومتا، في حوارات معززة حول التحولات الرقمية واستشراف موازين القوة والفرص التي تتشكل. يناقش الملتقى أيضًا أدوات جديدة مثل الكتب الصوتية والمنصات التفاعلية، التي تُعزز من تعزيز الربط بين الجمهور والمحتوى العربي.
مستقبل واعد للغة العربية
ويؤكد المشاركون في هذا الحدث على أهمية تكامل الجهود بين الأكاديميين والمبدعين لدعم الاقتصاد الإبداعي وبناء استراتيجيات تعزز من فهم وتحليل السياسات الثقافية. ويعكس مركز أبوظبي للغة العربية رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل اللغة العربية بوابة للتنمية، وقاعدة لمشاريع الابتكار التي ترتكز على أحداث جديدة ومسيرة ثقافية رائدة.
إن «كونغرس العربية» يتجاوز إلى ما هو أبعد من كونه مجرد نشاط ثقافي، بل يسعى لأن يكون نقطة ارتكاز في مشروع أكبر يعزز من مكانة اللغة العربية على الساحة العالمية كموارد غنية وداعمة للابتكار.