العلوم

اكتشاف علمي مذهل: العلماء يكشفون "مفتاح التوتر" في الدماغ

2025-09-06

مُؤَلِّف: عبدالله

اكتشاف ثوري يبشر بعلاجات جديدة للبشرية

حقق الباحثون إنجازًا علميًا جديدًا يكشف عن آلية طبيعية قد تمكنهم من تعطيل "جين القلق" في الدماغ. هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لتطوير علاجات مبتكرة تمنح الأمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من اضطرابات القلق.

القلق: الوباء الصامت

بحسب دراسة نشرت في مجلة Nature Communications، تعد اضطرابات القلق الأكثر انتشارًا بين الاضطرابات النفسية، حيث يصاب بها نحو 25% من البشر مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم.

تشمل هذه الاضطرابات: القلق العام، نوبات الهلع، الرهاب، الوسواس القهري، واضطرابات ما بعد الصدمة.

العقاقير الحالية: نتائج محدودة

تشير الدراسة إلى أن الأدوية المضادة للقلق المتاحة حاليًا تحقق نتائج محدودة، حيث لا يتحسن أكثر من نصف المرضى بشكل ملحوظ بعد العلاج. ولهذا السبب، يواصل العلماء البحث في الآليات الجزيئية والوراثية التي تسبب القلق في الدماغ، بهدف إيجاد طرق جديدة للتخفيف من حدته.

دور اللوزتين الدماغيتين في القلق

أثبتت الدراسة أن القلق النفسي يسبب تغييرات كبيرة في أنماط التعبير الجيني في مناطق عدة من الدماغ، أبرزها اللوزتين الدماغيتين، وهما منطقتان صغيرتان تتحكمان في استجابة الجسم للمخاطر.

تجربة الفئران تكشف سر الجزئيات الدقيقة

قام فريق من الباحثين البريطانيين بتجربة وضعوا خلالها الفئران في حالة توتر شديد عبر تقييد حركتها لمدة ست ساعات، ثم قاموا بتحليل أدمغتها على المستوى الجزيئي. ووجدوا زيادة في مستويات خمسة جزيئات دقيقة تعرف باسم microRNAs، التي تتحكم في نشاط بروتينات أساسية داخل اللوزتين.

جزء يعملكمكبج طبيعي للقلق

ركز الباحثون على جزئية محددة تدعى miR-483-5p، واكتشفوا أنها تثبط نشاط جين آخر يعرف بـ Pgap2، مما يؤدي إلى تأثير مهدئ للقلق. وصف العلماء هذه الجزئية بأنها "مكبح جزيئي" قادر على الحد من التغييرات التي يسببها التوتر في الدماغ.

آفاق جديدة لعلاج القلق

يرى الفريق البحثي أن هذا الاكتشاف قد يشكل نقطة انطلاق لتطوير علاجات محسنة وفعالة للقلق، حيث لم يُعرف دور هذه الجزئية في الجهاز العصبي من قبل. كما أشاروا إلى أن فهم الآليات العصبية والجزيئية المرتبطة بالقلق كان أحد العوائق الرئيسية أمام إنتاج أدوية أكثر فعالية.

ختامًا، يوضح الباحثون أنهم تمكنوا من تحديد "حدث جزيئي غير مكتشف سابقًا" في اللوزتين لفئران التجارب، مما يؤدي إلى تغيير التأثيرات السلبية للقلق، ويفتح آفاقاً واعدة لعلاج واحد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً.