التكنولوجيا

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بأمراضنا قبل حدوثها؟

2025-09-12

مُؤَلِّف: أحمد

ثورة في عالم الطب بين المخاوف والإنجازات

تعتبر التطورات الراهنة في تقنيات الذكاء الاصطناعي كخطوة نحو تغيير جذري في الطب العالمي، فيما يعرب بعض الخبراء عن قلقهم من مخاطر الاعتماد الزائد على الخوارزميات في مسائل متعلقة بحياة البشر.

الخوارزميات كأدوات اكتشاف

في السنوات الأخيرة، حققت أنظمة الذكاء الاصطناعي إنجازات ملحوظة في تحليل الصور الطبية، مما ساهم في الكشف عن علامات دقيقة لأمراض مزمنة قد يصعب اكتشافها بالعين المجردة. على سبيل المثال، تمكنت شركات عالمية من تطوير أنظمة قادرة على تحليل صور الأشعة للرئة واكتشاف مؤشرات السرطان في مراحله الأولية بدقة تفوق 90%.

ولم يتوقف الأمر عند الأمراض المزمنة؛ إذ أن هناك خوارزميات تتنبأ باحتمالية الإصابة بأمراض القلب من خلال تحليل صور الشبكية، وكذلك الكشف المبكر عن الزهايمر من خلال دراسة أنماط الكلام وحركات الوجه.

تجارب مصرية رائدة

يؤكد أحمد البدري، أستاذ الأشعة بكلية الطب في قصر العيني، أن المستشفى بدأ بالفعل في تطبيق مشروع تجريبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة المقطعية للكبد، مضيفًا أن هذه الخوارزميات ساعدت في اكتشاف الأورام الصغيرة التي كانت صعبة الملاحظة.

ويشير إلى وجود فرق بحثية في جامعة الإسكندرية تعمل على تطوير أنظمة للتنبؤ بمضاعفات مرض السكري، مستندة إلى بيانات المرضى المصريين. هذه الخطوة تساعد في تزويد الأطباء بنتائج أكثر دقة من تلك التي تقدمها البرامج الأجنبية.

استثمار في المستقبل الصحي

تعتبر التقارير العالمية أن سوق الذكاء الاصطناعي الطبي قد يتجاوز حجمه 180 مليار دولار بحلول عام 2030، وهذا يعني أن الدول التي تستثمر بقوة في هذا المجال ستحقق عوائد اقتصادية كبيرة، إلى جانب الفوائد الصحية المباشرة.

في العالم العربي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقليل فاتورة استيراد الأدوية والتقنيات الطبية إذا تم تطوير هذه القدرات محليًا.

الرؤية المستقبلية للذكاء الاصطناعي في الطب

يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأطباء، بل سيكون بمثابة أداة مساعده لهم، مما يعزز جودة التشخيص ويوفر الوقت.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في كيفية دمج هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول ومتوازن، لضمان استفادة جميع الفئات من قدراتها الهائلة.

التكنولوجيا.. الطريق نحو حلول مبتكرة

يتمثل السؤال المطروح: هل سنصل إلى اليوم الذي يخبرنا فيه الذكاء الاصطناعي بالأمراض التي قد نصاب بها بعد 10 سنوات؟ قد يبدو هذا الأمر خياليًا حتى الآن، ولكنه يتحول تدريجياً إلى واقع حتمي في عالم علوم التشخيص والأبحاث الصحية.