التكنولوجيا

برازيلي يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لسماع صوت والده الراحل

2025-09-13

مُؤَلِّف: لطيفة

بعد أن توفي والده بشكل مفاجئ العام الماضي، قرر سافر دوس سانتوس (39 عامًا) العودة إلى بلده البرازيل لقضاء الوقت مع عائلته في منزلهم. لكن عند عودته إلى منزله في إدنبره، أدرك أنه لا يملك أي شيء يذكره بصوت والده. لحسن حظه، كان لديه رسالة صوتية أرسلها له والده من سرير المرض في المستشفى.

في يوليو الماضي، لجأ دوس سانتوس إلى تلك الرسالة الصوتية، مستخدمًا تقنية طورها شركة "إليفن لابز"، وهي منصة لتوليد الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي أسست في عام 2022. تمكن من تحميل صوت والده وإنشاء رسائل جديدة بصوته، حتى أنه استطاع محاكاة محادثات لم يسبق لهما إجراؤها على الإطلاق، وكل ذلك مقابل رسوم شهرية بلغت 22 دولار.

كان الصوت الذي تمت توليده يتحدث بنفس الأسلوب الذي كان والده يتحدث به في محادثاتهما الأسبوعية، مستخدمًا عبارات مثل: "مرحبًا يا بني، كيف حالك؟" واستمرت هذه الرسائل في التعبير عن مشاعر الحب والاهتمام.

على الرغم من أن عائلة دوس سانتوس في البداية كانت متحفظة على استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع والدهم الراحل، إلا أنهم لاحقًا وافقوا على قراره بعد مستقبلها في إبقاء ذكرى والدهم حية.

تعتبر تجربة دوس سانتوس جزءًا من اتجاه متزايد نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة الحزن وفقدان الأحباء، حيث تسهم التكنولوجيا بإيجاد طرق جديدة للتواصل مع الراحلين. لكن الخبراء يحذرون من المخاطر الأخلاقية والعاطفية المرتبطة بهذا الاستخدام.

مع تزايد الطلب على هذه التقنيات، تبرز مخاوف من عدم مراعاة الأسس الأخلاقية، وعلى ضرورة الحصول على موافقات حقيقية للحفاظ على خصوصية الأشخاص.

وهناك مجموعة من الشركات مثل "إليفن لابز" والتي تسمح بإنشاء نسخ رقمية للأحباء بعد وفاتهم، لكن هناك أيضاً شركات أخرى تفرض قيودًا على استخدام هذه التكنولوجيا.

ورغم ذلك، يظل استخدام هذه التكنولوجيا مثار جدل حتى في المجتمعات التي تفتقر إلى القوانين المتعلقة بالرقميات والأخلاقيات.

يسلط الضوء على حاجة المجتمع لحوار أعمق حول التعامل مع القضايا المرتبطة بفقدان الأحباء، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورًا في مساعدتنا في المرور بهذه التجارب الإنسانية الصعبة.

إن تجربة دوس سانتوس تؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا، بل يمكن أن يكون أداة لشعور أعمق بالاتصال مع أولئك الذين فقدناهم، وكذلك دعوة للتفكير في الطريقة التي نفضل أن نتذكر بها أحبائنا.