
ترامب يريد استعادة قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان.. فما سر أهميتها؟
2025-09-21
مُؤَلِّف: سعيد
في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، كيير ستارمر، في 18 سبتمبر الجاري، أشار ترامب إلى بدء إدارة بلاده مفاوضات مع حركة طالبان حول عودة القوات الأمريكية إلى قاعدة باغرام الجوية الواقعة خارج العاصمة كابل.
قال ترامب: "نريد استعادة قاعدة باغرام، لأنهم (طالبان) بحاجة إلى أشياء منا. إنها تبعد ساعة فقط عن مواقع تصنيع الأسلحة النووية في الصين."
لماذا تعتبر باغرام مهمة؟
تقع قاعدة باغرام على بعد 40 كيلومترًا شمال كابل، وقد بُنيت في خمسينيات القرن الماضي على يد الاتحاد السوفيتي، قبل أن تتحول إلى أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان خلال فترة التواجد الأمريكي التي استمرت 20 عامًا.
ورغم أن ترامب لم يوضح طبيعة ما تحتاجه طالبان من الولايات المتحدة، فإن تصريحاته كانت أول اعتراف علني بإمكانية استعادة واشنطن لأصولها العسكرية التي استولت عليها طالبان بعد الانسحاب.
وفقًا لجريدة "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولين أمريكيين يجريون بالفعل محادثات مع طالبان بشأن استخدام قاعدة باغرام كنقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب.
الصين في صلب الحسابات
ركز ترامب مجددًا على البُعد الصيني في مبرراته لاستعادة باغرام، معتبرًا أن موقع القاعدة يجعلها ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من مناطق نووية صينية، رغم أن المسافة بين باغرام وموقع "لوب نور" النووي في إقليم شينجيانغ الصيني تتجاوز 2000 كيلومتر.
يُعد "لوب نور" موقعًا تاريخيًا للاختبارات النووية الصينية، لكنه ليس موقعًا معتمدًا لتصنيع الأسلحة النووية. ويعتقد أن منشآت الإنتاج الرئيسية تقع في وسط الصين.
مع ذلك، فطرح ترامب للتوسع النووي الصيني ليس بلا أساس، حيث أفادت تقارير البنتاغون أن الصين رفعت ترسانتها النووية إلى 600 رأس حربي بحلول منتصف 2024، بزيادة سنوية قدرها 20%.
بينما نفت طالبان وجود أي نية للسماح بعودة الوجود العسكري الأمريكي، إلا أنها تركت الباب مفتوحًا أمام نوع آخر من التواصل.
قال زكريا جلالي، مسؤول في وزارة خارجية طالبان، عبر منصات التواصل الاجتماعي: "الشعب الأفغاني لم يقبل أبدًا وجود قوات أجنبية على أرضه، لكن سُبل العلاقات السياسية والاقتصادية لا تزال مفتوحة".
حتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أو البيت الأبيض تعليقًا رسميًا بشأن تصريحات ترامب عن باغرام.
أما المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، فقال: "نحن نراجع دائمًا السيناريوهات المختلفة على مستوى العالم، ومستعدون لتنفيذ أي مهمة تُطلب منا من قبل الرئيس."