العالم

تحقيق يكشف "أدلة مغلوطة" عرضها ترامب على رئيس جنوب إفريقيا

2025-05-23

مُؤَلِّف: فاطمة

في حادثة مثيرة للجدل، كشف التحقيق عن أدلة مغلوطة قدمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. أثناء لقائهما، كشف ترامب عن نسخة مطبوعة من مقال مرفق بصورة، داعياً إلى الاعتراف بما أسماه "مزارعين بيض يُدفنون"، في إشارة إلى حوادث قتل جماعية مزعومة.

لكن الصورة التي استخدمها ترامب كانت في الحقيقة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة رويترز في 3 فبراير، ويظهر عاملين إنسانيين يقومان بنقل أكياس جثث في مدينة غومو الكونغولية بعد اشتباكات دموية مع متشددين من رواندا.

كما أظهر ترامب خلال اجتماعه مقطع فيديو يدعي أنه يصور قبور جماعية لمزارعين بيض، مؤكداً أنها "مواقع دفن". ومع ذلك، أثبتت التحقيقات أن اللقطات تم تصويرها بسرعة، وربطتها ببلدتي نيوكاسل ونورماندي في جنوب إفريقيا، حيث تشهد المنطقة نذر قلق حول تزايد أعمال العنف.

ويظهر الفيديو الذي عرضه ترامب ممارسات يعتبرها متطرفون يمينيون، والتي تستند إلى مزاعم مضللة حول استهداف المزارعين البيض. وكان للأمر تأثير على الحكومة الجنوب إفريقية، التي توضح أن هذه الادعاءات ليست سوى جزء من نظرية مؤامرة.

إلى جانب ذلك، يُظهر الفيديو آدم ماليم، زعيم حزب "المناجل من أجل الحرية الاقتصادية"، وهو يردد شعارات تحرض على العنف ضد المزارعين البيض، مثل "اقطعوا عنق البيضاء" وأغاني تدعو إلى قتل المزارعين.

وأقر ترامب بأن هذه التصريحات التي أطلقها ماليم تهدف إلى الإيحاء بأن حكومة جنوب إفريقيا تدعم سياسة ضد الأقلية البيضاء، وهو ما تنفيه الحكومة. كما أكد وزير الزراعة الجنوب إفريقي جون ستينهايزن أن التحالف الحاكم يقف ضد هذه الادعاءات.

هذه القضية لا تُظهر فقط تزايد الانقسامات السياسية، بل تُبرز أيضًا أهمية التحقق من المعلومات المضللة وتأثيرها الضار على المجتمعات. في زمن الإعلام الرقمي، يجب على الجميع أن يكونوا حذرين ويعززوا من قدرتهم على التفرقة بين الحقائق والأكاذيب.