
صوت هند رجب: صرخة طفولة في مواجهة الكوارث
2025-09-10
مُؤَلِّف: حسن
الصدمة تحت القصف
في ليلة غزارة الطبول، ارتفعت صرخة طفلة صغيرة تطرق جدار العالم. هند رجب، التي لم تتجاوز خمس سنوات، سجلت آخر أنفاسها وسط نيران القصف، وكأنها كانت تدرك أن الصوت يمكن أن يثمر أكثر من الجسد، وأن الأصداء قد تبقى حاضرة حتى بعد غياب أصحابها.
عالم مليء بالعنف
كانت في سيارة مثقوبة بالرصاص، تبحث عن هواء وتختنق. ظل صوتها عالقاً في الخطوط الهاتفية اثني عشر يوماً، قبل أن يعثر عليها جسدٌ ممزقٌ ب355 رصاصة، ما أحدث صدمة في ضمير الإنسانية وكشف عن قسوة الحرب. لم تعد الأرقام مجرد إحصائيات، بل تحولت إلى جراح مفتوحة على الورق والذاكرة.
فيلم صوت هند رجب
جاء فيلم "صوت هند رجب" يحمل هذه الصرخة، مُحولاً إياها إلى مشاهد مُصورة، يُواجه بها العالم نفسه. تحولت الكاميرا إلى شاهدة حية تعكس معاناة الإنسان، وغيرت نظرة الكثيرين ليتعاملوا مع المأساة كواقع معاصر بدلاً من مجرد ذكرى.
احتفاء بالصوت المفقود
في مهرجان البندقية، عندما صعد الفيلم إلى منصة الأسد الذهبي، لم يكن المشهد مجرد احتفاء فني. فقد تحولت الجائزة إلى نقاش في سجل الضمير العالمي، حيث أرسلت رسالة واضحة بأن الدم الفلسطيني لا يغيب، وأن الحقيقة، مهما طالت عليها الأرقام، تجد طريقها للنور.
العودة إلى المأساة
لم يتوقف القتل عند هند، فالمشهد الفلسطيني يفيض بمآسي متكررة. يبدو أن هناك مشروعًا منظماً يمسح كل ما يتنفس: الأطفال والنساء، البيوت والمدارس، المستشفيات والأسواق. لغة الموت واحدة، والرصاص يوقع الاحتلال.
صدمة فنية تدوم
صوت هند لم ينطفئ مع انقطاع أنفاسها. لا يزال يتردد في القاعات، على الشاشات، وفي الضمائر التي لم تغلق أبوابها. أصبح النداء يرافق كل من يشاهد الفيلم، ويحول المأساة الفلسطينية إلى تجربة شخصية في قلب كل إنسان يحمل بذور حياة.
جائزة الأوسكار تنتظر في الأفق
فاز فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، لأنه يحمل رسالة بسيطة للأطفال الذين خرجوا من بين الأرقام ليقولوا للعالم: العدوان قادر على إيقاف الأجساد، لكنه أعجز عن إسكات الحقيقة.
مهرجان تاريخي ودعم مستمر
حصل الفيلم على إشادة واسعة في مهرجان البندقية بتقفيص تاريخي تجاوز 23 دقيقة وسط حضور مثير، مما جعله يتألق بين أبرز الأعمال المرشحة لنيل جائزة الأوسكار.