العالم

إسرائيل تبدأ عملية برية لتقطع أوصال غزة

2025-03-19

مُؤَلِّف: خالد

استأنف الجيش الإسرائيلي امس العمليات البرية في وسط وجنوب قطاع غزة وسط استمرار الغارات الجوية التي أدت إلى مقتل أكثر من 60 فلسطينياً، بالإضافة إلى عشرات آخرين من الجرحى، وسط ارتفاع أصوات في إسرائيل تعتبر أن العودة للحرب هدفها إنقاذ حكومة بنيامين نتنياهو "المعلقة بخيط" مع أحزاب اليمين. الجيش الإسرائيلي قال إن عملياته تستهدف السيطرة على محاور نتساريم وسط القطاع، بهدف إيجاد منطقة عازلة جزئية بين شمال وجنوب القطاع.

ذكر وزير الجيش الإسرائيلي، يسrael كاتس، بياناً يحذر فيه سكان غزة من مغبة عدم الاستجابة لأوامر الإخلاء. وأشار إلى أن الضربات الجوية "خطوة أولى بحسب" وإن عدم الإفراج عن المحتجزين سيعني أن "إسرائيل ستتصرف بقوة لم ترها من قبل"، قائلاً "إما الإفراج عن الرهائن أو الدمار الشامل للقطاع"، حسب تعبيره.

على صعيد متصل، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصادر طبية فلسطينية أن 60 فلسطينياً لقوا حتفهم وأصيب العشرات جراء الهجمات الجوية الإسرائيلية في غزة، لترتفع حصيلة القتلى خلال 48 ساعة إلى 436 فلسطينياً، بينهم 14 قتيلاً في مجزرة حين قصفت الطائرات الإسرائيلية بيت عزاء لعائلة مبارك في بيت لاهيا شمال القطاع، كما أن 7 فلسطينيين قضوا بعد استهداف مركبة مدنية بمدينة رفح.

وحذرت الأمم المتحدة من أن موطفاً من الجنسية البلغارية قُتل وأصيب خمسة في ضربة جوية إسرائيلية على موقع يضم مقراً للمنظمة وسط مدينة غزة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، المدير التنفيذي لخدمات المشاريع، جورجي موريرا، "إسرائيل كانت تعلم أن هذه البناية للأمم المتحدة وأن أشخاصاً يعيشون ويقيمون ويعملون فيها.. إنه مجتمع. إنه مكان معروف جداً".

كما أثارت عودة نتنياهو للحرب احتجاجات في إسرائيل، واتهم ائتلاف معارض، يضم عائلات أسرى ومحتجين يرفضون إجراءات نتنياهو بحق القضاء والأجهزة الأمنية، رئيس الوزراء باستغلال الحرب لتحقيق أغراض سياسية.

في نفس السياق، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن أحد الأسباب الرئيسية وراء استئناف إسرائيل الحرب على غزة هو الوضع السياسي المضطرب لنتنياهو، الذي تواجه حكومته شبح الانهيار المحتمل نهاية الشهر الجاري بسبب عقبة تمرير الميزانية.

وأشارت الصحيفة - في تقرير أمس - إلى أن حكومة نتنياهو تعتمد بشكل كبير على الأحزاب الأشد يمينية وتطرفاً، لتمرير الميزانية؛ لذلك لجأ نتنياهو إلى استئناف الحرب على غزة، أملاً في إنقاذ حكومته من الانهيار.

واستناداً إلى معلومات جيوسياسية، فإن التوتر القائم قد يعزز دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومة نتنياهو، مما يجعل الوصول إلى تحقيقات دولية في النزاعات الحالية أمراً صعباً.