
أسعار النفط تتهاوى مجددًا مع تصاعد الحرب التجارية
2025-04-09
مُؤَلِّف: شيخة
تواصل أسعار النفط تراجعها الحاد، إذ وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وسط تصاعد التوترات في الحرب التجارية التي تهدد بزيادة الضغوط على الطلب على الطاقة. وفي وقت ينتظر فيه المستثمرون ارتفاعًا جديدًا في الرسوم الجمركية، انخفض خام "برنت" بنسبة وصلت إلى 4% ليصل إلى نحو 60 دولارًا للبرميل، في حين واصل خام "غرب تكساس" تراجعه خلال جلسته الخامسة على التوالي.
تسبب تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين – التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم – في قلق كبير من دخول الاقتصاد العالمي في ركود. وأظهرت الأرقام أن أسعار النفط شهدت تراجعًا حادًا منذ بداية العام، حيث تراجعت بأكثر من 5%، مما يعكس انكماشة شديدة في شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر، ويؤدي إلى تأثر أسواق المال في موجة هبوط سريعة.
واتخذت منظمة "أوبك" قرارات بتقليص الإنتاج في سياق التعاون مع الدول المنتجة الأخرى، في محاولة للتصدي لتراكم المعروض النفطي وتجنب تراجع الطلب بشكل أكثر حدة. وصرح رئيس استراتيجية السلع في بنك "آي إن جي" في سنغافورة، أن تصعيد الرسوم الجمركية قد يفاقم من أزمة الطلب على النفط ويزيد من الضغوط السلبية على الأسعار.
علاوة على ذلك، تشير المؤشرات الاقتصادية إلى تراجع سريع في التوازن الحالي، حيث يشير اتساع الفارق بين عقود "برنت" وتسليم ديسمبر المقبل إلى تشاؤم في السوق. وتستمر تحذيرات الخبراء من أن أي تصعيد جديد من قبل الصين في هذه المواجهة التجارية قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في الأسعار، محذّرين من أن الأسعار قد تستمر في الانخفاض إذا لم يتم الإعلان عن أي تجديد في الحرب التجارية.
في ظل هذه الأجواء، يمكن أن تؤدي سياسة الولايات المتحدة في تشديد الرسوم الجمركية إلى تأثيرات بعيدة المدى على الرخاء الاقتصادي العالمي، مما يزيد من التحديات الملقاة على عاتق منتجي النفط والمستثمرين في هذا القطاع.