
قصتي مع الزمن (2).. كامل الشناوي كما يراها الطفل
2025-09-14
مُؤَلِّف: حسن
ذكريات تعكس البراءة والطموح
في مناسبات الأعياد، كان الأب يأخذ أولاده الخمسة لزيارة كل من عميه الكبيرين، كامل ومأمون. لم أستطع إلا أن ألاحظ الشغف الذي كان يعيشه كامل مع أبناء شقيقه، حيث كان يُداعبهم ويسألهم عن أحوالهم، بينما كان عم مأمون جادًا، مشغولًا بسبعة أطفال، ولا يملك نفس الرحابة في التفاعل.
في نهاية اللقاء، يتجاوز الحماس لدى الأطفال فقرة العيد ليحكي كامل أخرى، تؤكد على قوة العلاقة الأسرية رغم اختلاف الظروف. فبينما كان عم كامل عازبًا، كان يشغل قلبه حب أبناء إخوته.
لحظة خاصة ومميزّة في كل عيد
تظل الأحاديث عن العيدية تُدرج كحدث بارز في كل ميلاد، حيث ينتظرها الجميع بفارغ الصبر. عم كامل، الذي يوزع العيدية، دوماً كان يختار خمسة جنيهات، وهو مبلغ كبير نسبيًا في أعياد زمان.
المناسبات تلك لم تقتصر فقط على توزيع العيديات، بل كانت فرصة للمسابقات العائلية، حيث كانت المنافسة تتجدد في ذاكرته وهو يتذكر طفولته، وقدرته على حفظ قصائد عن الثورة الجزائرية.
حياة شاعر وصحفي مبدع
عاش كامل الشناوي، الشاعر والصحفي المعروف، على هذه الأرض 85 عامًا، كانت مليئة بالإنجازات الأدبية. ورغم التحديات، ترك لنا ديوانًا واحدًا كان يُعتبر رمزًا في الأدب العربي المعاصر.
قبل وفاته، كان يشعر بأن لديه الكثير ليقدمه، لذا كتب وصية لأحد قريباته، مُحثًا إياها على كتابة مذكراتها، مؤكدًا على أهمية نقل التجارب للأجيال القادمة.
ذكريات محفورة في الذاكرة
بعد رحيل كامل الشناوي، أضحت ذكرياته لا تُنسى. كُتب عن حياته الكثير بعد وفاته، سواء من خلال أعماله أو من خلال الشهادات التي قدمها العديد من الكتاب والشعراء.
الذكريات الكبيرة والقصائد مشبعة بالمشاعر، تبقى جزءًا من تراثه الأدبي. وبينما تبرز قصته في عالم الأدب، يبقى أثره راسخًا في قلوب المبدعين الذين جاؤوا بعده.
دروس من الحياة والإبداع
من خلال حياته، كان كامل يعكس قيمة الإبداع والتفاني في العمل. وقد أصر على أن يروي الأجيال القادمة قصته، حيث أكدت العديد من اللقاءات أنه كان دائمًا يشجع على الكتابة.
عندما سُئِلَ عن رغبته في الخلود، أجاب بأنه يفضل أن يُعرف كشاعر لا يُنسى. ومع ذلك، تبقى أعماله كمرآة تعكس مشاعر جيل كامل الشناوي.