في أواخر عام 2015، ظهر نطاق "غوغل.كوم" (Google.com) كأحد أكثر النطاقات قيمة على الإنترنت. في 29 سبتمبر 2015 وبتمام الساعة 8:20 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، قام سانماي فيد، وهو طالب ومستخدم في غوغل، بشراء هذا النطاق مقابل 12 دولاراً فقط بعد أن فقدته الشركة بطريقة ما.

لم يتوقع فيد أبداً أن تتم هذه المعاملة، لكنه تفاجأ بسحب المبلغ من بطاقته الائتمانية. كتب على صفحته على لينكد إن: "كنت آمل أن أستلم رسالة تظهر أن هناك خطأ ما، وأن المعاملة لم تنجح، لكنني تمكنت من شراء النطاق وخُصم المبلغ من بطاقتي في الواقع". في وقت لاحق، صرح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية بأنه اشترى النطاق بدفع الفضل فقط، وقال: "ظننتُ أنني سأُمنع من إكمال العملية، لكني أردتُ أن أرى إلى أين سيؤول هذا الأمر".

ورغم أن المعاملة تمت بنجاح، إلا أنها لم تمر دون مشاكل. حيث تمكن فيد خلال فترة وجيزة من الوصول إلى كميات هائلة من بيانات مستخدمي غوغل، لكنه لم يستطع التعديل على الصفحة الرئيسية لغوغل.

ومع ذلك، أبلغ فيد الفريق الأمني المختص بهذا الأمر. ولم يكن لديه نية للحصول على مكافأة مالية، فهو معروف بحبه لشركته لدرجة أنه يضع شعارها صورة لملفه الشخصي على فيسبوك. وقد قال: "إن الأمر لا يتعلق بالمال، فشركة غوغل تكافئ بانتظام من يكتشفون ثغرات أمنية في نظامها، وذلك ضمن برنامجها للكشف عن الثغرات الأمنية".

في المقابل، اعترفت غوغل بملكية فيد للنطاق، وإن كان لفترة مؤقتة، وعرضت عليه مكافأة بقيمة 6006.13 دولار، وهو مبلغ يمثل الطابع الرقمي لشعار غوغل.

لكن رد فيد على المكافأة كان صادماً، إذ قرر التبرع بكامل المبلغ لصالح مؤسسة "فن الحياة" الهندية، وهي مؤسسة خيرية تهتم بالتعليم ومساعدة الفقراء وتدير مدارس مجانية في أحياء الهند الفقيرة. وعندما شاهد غوغل قرار فيد، قررت مضاعفة مبلغ المكافأة.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُباع فيها نطاق مهم للشركة عن طريق الخطأ؛ ففي عام 2003، أفادت صحيفة "ذا رايجست" بأن مايكروسوفت فقدت ملكية نطاق "هوتمايل.كوم" (Hotmail.com)، ورغم أن الشركة فشلت في إلغاء عملية البيع، إلا أن المشتري أعاد النطاق في اليوم نفسه.

هل يمكن أن تتكرر هذه الأزمات في عالم التكنولوجيا؟ أم أن الشركات الكبرى ستقوم بحماية مجالاتها بشكل أفضل في المستقبل؟ بالتأكيد سيظل هذا الموضوع محط اهتمام الجميع.