
من التهويش إلى التنفيذ.. هل عكس ترامب مساره المعتاد؟
2025-06-28
مُؤَلِّف: فاطمة
بعد الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، اعتقد الكثيرون أن "نظرية التاكو" – أي أن "ترامب دائمًا ما يتراجع" – لم تعد صالحة. ومع ذلك، بعضهم لم يتوان عن توجيه انتقادات حادة على الإنترنت.
في المقابل، اعتبر آخرون أن هذا المصطلح يمثل دلالة حقيقية للضغط على ترامب لاتخاذ قرار الهجوم. كانت التعليقات متباينة بين السخرية والجدية.
على الرغم من ذلك، كان المصطلح في أفضل حالاته مجرد تسمية لظاهرة يلاحظها الجميع؛ ولولا عدم ظهورها على شكل "التاكو"، لكان هناك تطور مختلف.
المصطلح يرمز إلى سلوك لا يمكن تجاهله، يتمثل في إطلاق وعود ضخمة ثم التراجع عنها سريعًا، حتى قبل الشروع في مفاوضات جديدة مع الطرف الآخر.
أما من ناحية السلوك الشخصي لترامب، فإنه يظهر تحت الضغط عدم قدرة على التركيز على عدد كبير من الأفكار التي يفترض أنها تمثل سمة عهده.
يبدو أن ما يريده ترامب فعليًا هو أن يتم النظر إليه بصورة قوية وناجحة. ولكن عندما يبدو أن السياسة قد تؤثر سلبًا على صورته، فإنه يتراجع.
ترامب لا يتبع أي أيديولوجية واحدة، وليس لديه أي التزام عميق تجاه أي سياسة. وبما يتعلق بنقطة محددة بصورته، فمن المنطقي التساؤل عما إذا كان ترامب يختلف كثيرًا عن باقي زملائه السياسيين في هذا المجال.
لكن ما يميزه حقًا هو حجم التهويل والتفاخر في بداياته؛ ومصطلح "التاكو" لا يعدو كونه تذكرة بضرورة التعامل بحذر شديد مع هذا التهويل.
في النهاية، كان مصطلح "التاكو" مرتبطًا بالسياسات الاقتصادية، خاصة الرسوم الجمركية، وأيضًا بتطبيق قوانين الهجرة.
ولو افترضنا جدلًا أن ترامب يفضل المخاطرة على الصعيد الجيوسياسي، فهل يعني ذلك أن "نظرية التاكو" لم تكن تنطبق أساسًا على السياسات الاقتصادية الداخلية؟ أم أن ترامب يحتفظ برغبة في المخاطرة؟
الحقيقة هي أن الإجابة ليست واضحة. لكن إذا لم يعمل ترامب كعامل خارجي، فإن هذه التحركات العسكرية قد تشكل خطرًا حقيقيًا في تقديره الشخصي، فليس بإمكانه وصف نفسه بـ«صاحب القرارات الجريئة».
سؤال آخر: إذا افترضنا جدلًا أن ترامب أظهر ميلًا للمخاطرة على الصعيد الجيوسياسي، هل يعني ذلك أن "نظرية التاكو" لم تكن تنطبق أساسًا على السياسات الاقتصادية؟