المال

الأسهم الأمريكية ترتفع نحو مستويات قياسية رغم حالة الترقب

2025-06-08

مُؤَلِّف: فاطمة

تستمر أسواق الأسهم الأمريكية في صعودها، مقتربةً من مستويات قياسية، بفضل التعافي القوي بعد التراجعات الحادة التي شهدتها في أبريل الماضي. وبينما تترقب الأسواق البيانات الاقتصادية الجديدة وتطورات السياسة التجارية والمالية، قد تشهد المؤشرات دفعة إضافية في المدى القريب.

تصدر بيانات التضخم الأمريكية لشهر مايو، والتي من المتوقع صدورها يوم الأربعاء، جدول الأحداث الاقتصادية خلال هذا الأسبوع. والوسط المالي يشهد حالة من الترقب لرصد تداعيات الرسوم الجمركية على الأسعار.

نجحت الأسهم في استعادة زخمها بعد هبوط حاد أثار المخاوف من تداعيات اقتصادية سلبية جراء الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفي الأسبوع الماضي، تمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من إغلاق فوق مستوى 6000 نقطة للمرة الأولى منذ أواخر فبراير، مدعوماً بتقرير الوظائف الشهرية الذي خفف من القلق بشأن متانة الاقتصاد.

قال جيم بيد نائب رئيس استثمارات في شركة بلانت ميران: "لا تزال نغمة الحذر مسيطرة على السوق، رغم التعافي من المستويات المتدنية. والمستثمرون يبحثون عن المزيد من الوضوح".

العوامل التي تؤثر على الأسواق تتعلق بكيفية تفاعل الاقتصاد الأمريكي مع المتغيرات في المشهد التجاري. التصريحات المتعددة لترامب حول الإجراءات الجمركية التي عادت إلى السوق بعد خفض أحد الرسوم، تؤكد أن المستثمرين يتطلعون لتأثير تلك الرسوم الجديدة.

يُتوقع أن يُظهر تقرير التضخم تأثير الرسوم الجمركية، في حين يستمر المزاج العام للأسواق بالحذر تجاه أي تسارع في وتيرة التضخم.

قال بيد: "المستهلكون بدؤوا يشعرون بتأثير ارتفاع الأسعار، وإذا أظهرت البيانات مؤشرات على تسارع التضخم، فقد يشكل ذلك ضغطًا إضافيًا على الإنفاق الاستهلاكي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ أكثر وضوحًا في النمو الاقتصادي."

من المتوقع أن يشكّل تقرير التضخم واحداً من البيانات الأساسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 17 و18 يونيو، حيث يُرتقب أن يبقى المركزي الأمريكي على أسعاره دون تغيير.

وتتجه الأسواق حاليًا نحو خفض محتمل للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، قبل نهاية العام الجاري.

في سياقٍ متصل، قال جاين وودز كبير الاستراتيجيين العالميين في فريدوم كابيتال ماركتس: "إذا جاءت بيانات التضخم أقل من المتوقع، على عكس المخاوف المرتبطة بالرسوم، فقد يكون ذلك حافزًا لاختيار مستويات قياسية سابقة".

بينما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا بنسبة 2% منذ بداية العام، إلا أنه قفز بنسبة تصل إلى 20% منذ 8 أبريل، وهي الفترة التي شهدت أدنى مستويات السوق.

وفي الوقت نفسه، يتابع المستثمرون عن كثب النقاشات الجارية في مجلس الشيوخ بشأن مشروع قانون شامل لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق، في ظل تساؤلات حول مدى قدرة هذه الحزمة على تحفيز النمو الاقتصادي مقابل القلق المتزايد من زيادة عبء الدين العام.

صرحت كريستينا هوبر، كبيرة الاستراتيجيين في مان جروب: "مع ارتفاع مستويات الدين، يزداد التأثير السلبي على النمو الاقتصادي."