شهدت أسعار النفط انخفاضًا حادًا بنسبة 7% في نهاية تعاملات يوم الجمعة، مسجلة أدنى مستوياتها خلال أكثر من ثلاث سنوات. هذا التراجع يأتي على خلفية إعلان الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، وذلك ردًا على الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. هذا القرار أضاف مزيدًا من التوترات في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أثار مخاوف المستثمرين من احتمال وقوع ركود اقتصادي عالمي.

وقد أعلن بنك "جيه بي مورغان" الاستثماري أن هناك فرصة بنسبة 60% لاحتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي بحلول نهاية العام. ويرى المستثمرون أن الظروف الحالية تحمل مخاوف متزايدة بشأن الطلب العالمي على النفط.

انخفضت العقود الآجلة للخام بنسبة 6.5% ليصل سعر البرميل عند التسوية إلى 65.58 دولار، مما يمثل أكبر خسارة أسبوعية خلال العام ونصف. في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.4% ليصل إلى 61.99 دولار، مسجلاً أيضًا أكبر خسارة أسبوعية له في عامين.

يتوقع المحللون أن تستمر الأسعار في الانخفاض على المدى القريب، مع تزايد التوترات في الأسواق، حيث أشار سكوت شيلتون، المتخصص في شؤون الطاقة في شركة "يونایتد آي سي"، إلى أن الأسعار قد تستقر قريباً حول مستوى 55 إلى 60 دولاراً للبرميل.

العوامل الجيوسياسية تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على أسعار النفط، حيث أن التوترات في الشرق الأوسط، بما في ذلك التطورات في العراق وكازاخستان، قد تؤدي إلى تقلبات إضافية في السوق. اكتسبت دولة كازاخستان أيضًا مراجعة لتحقيق معدلات إنتاج قياسية، بينما العراق يدخل في مفاوضات لتقليل إنتاجه لضمان استقرار الأسعار.

وفي محاولة لإعادة الاستقرار للأسعار، أبدت منظمة أوبك والحلفاء رغبة في تقليل الإنتاج في الأشهر المقبلة، لكن الانخفاض الحاد في الأسعار يتطلب استجابة سريعة من الدول المنتجة لضمان عدم تفاقم الوضع. بينما تتجه الأنظار العالمية نحو نتائج الاجتماع المقبل لمنظمة أوبك، حيث قد يتخذ القرار بشأن تخفيضات الإنتاج اللازمة للحد من الفوضى السائدة في السوق.