
لماذا لا تُصنع هواتف "آيفون" في أمريكا؟
2025-07-19
مُؤَلِّف: محمد
تاريخ التجارة والصناعة الأمريكية
في عام 2011، قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالضغط على شركة "أبل" لنقل إنتاج هواتف "آيفون" إلى الولايات المتحدة. واليوم، وبعد 14 عامًا، يعود هذا الموضوع ليثار من جديد على لسان الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن لماذا لا تزال فكرة إنتاج الآيفون في أمريكا تواجه صعوبات؟ فالأمر يتعلق بعوامل معقدة تتعلق بسلاسل التوريد العالمية، والمصالح الاقتصادية، والتحديات اللوجستية التي يصعب فهمها.
التكاليف والتحديات في الولايات المتحدة
تعاني الولايات المتحدة من نقص في العمالة الماهرة وارتفاع التكاليف الإنتاجية، مما يجعلها تعتمد على شبكة موردي المواد الأساسية الآسيوية المعقدة.
الشبكة الصينية التي تقوم بتصنيع الإلكترونيات تتخطى مجرد تكاليف العمالة الرخيصة، فهي تعتمد على بنية تحتية متطورة ومرنة تتيح الإنتاج بكفاءة وسرعة.
حقيقة "مدينة آيفون"
تعد "مدينة آيفون"، المندرجة تحت شركة "فوكسكون"، مركز تصنيع ضخم يوفر مئات الآلاف من العمال. هذه المدينة تتمتع ببنية تحتية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الإنتاج الكبيرة.
الشركات الصينية تتيح تجميع الإلكترونيات بكميات ضخمة ومجموعة متنوعة من المكونات، مما يسمح بإنتاج سريع وفعال.
التحديات التجارية والاقتصادية
قد يؤدي نقل إنتاج الآيفون إلى الولايات المتحدة إلى زيادة كبيرة في الأسعار على المستهلكين. التقديرات تشير إلى أن سعر الآيفون المصنع في أمريكا قد يصل إلى 3000 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه المبدأ الاقتصادي الأساسي الذي يعتمد عليه توطين صناعة الإلكترونيات في الولايات المتحدة، تحديات هائلة نظراً لارتفاع التكاليف وعدم توافر الكفاءات اللازمة.
المشاكل اللوجستية والجمارك
تؤثر التعريفات الجمركية الأمريكية أيضًا على تكاليف إنتاج الهواتف، مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
فبينما يبقى إنتاج "آيفون" في الصين أوفر بكثير من إنتاجه في الولايات المتحدة، لا يبدو أن التعريفات وحدها كافية لتغيير هذا الواقع.
خاتمة
باختصار، نقل تصنيع "آيفون" إلى الولايات المتحدة ليس مستحيلاً، لكنه غير عملي في الوقت الحالي من المنظورين الاقتصادي واللوجستي، حيث يصعب تحليل النظام المعقد الذي بنته "أبل" في آسيا على مدى عقود.